هكذا أصفُهُ - زينل الصوفي | القصيدة.كوم

0


428 | 0 | 1 | 0




(ما تيسَّرَ من سيرةِ العراق ..)


في خصرِهِ شَوكٌ ، وفاحَ عبيرُهُ ..
وتلألأتْ رغمَ الظلامِ بُدورُهُ ..

رغمَ السلاسلِ كانَ طيراً غاضباً
وجناحُه من قيدِها تحريرُهُ ..

ومضى يُفتّشُ عن جنوبِ حياتِهِ
فهُناكَ أيّامُ النخيلِ تُثيرُهُ ..

وهناكَ يرسُمُ رأسُهُ شَجَراً ، لذا
يخضرُّ في أوراقِهِ تفكيرُهُ ..

وكما يريدُ يشقُّ صدرَ سمائه
ليجوبَ في روحِ الفضا عصفورُهُ ..

حتى أُقيمَ على الخرائطِ ذِكرُهُ
أسداً فهزَّ مدى الوجودِ زئيرُه ..

هو عندما ألقوهُ في جُبِّ الردى
حتّى يزولَ عن الدنى تأثيرُهُ ..

ظنّوا سيُخفي الوهنُ نجمةَ وجهِهِ
وسينتهي نحو الفناءِ مصيرُهُ ..

لكنّه مازالَ فرداً كاملاً
قد قلَّ حتّى في الخيالِ نظيرُهُ ..

هو أولُّ الأشياءِ قُدِّسَ حرفُهُ
وعلى الشموسِ يخطُّهُ مقدورُهُ ..

هو حين يُذكَرُ ، تعطشُ الدنيا له
ويمرُّ من بالِ المياهِ خريرُهُ ..

فتراهُ تنزيلاً ترتَّلَ جرحُهُ
صعبٌ على كلِّ الأسى تفسيرُهُ ..

هو مَا يجيءُ بأيِّ فصلٍ ماطراً
وعلى الأوائلِ ما يفوزُ أخيرُهُ ..

فَهُوَ البدايةُ لا بدايةَ قبلَهُ
حتى أتى قبلَ الحضورِ حضورُهُ ..

والقَدْرُ هيّأهُ كبيراً دائماً
فعلا على كلِّ الكبارِ صغيرُهُ ..

فلذا العِدا ألقوا عليه ظلامَهم
ومن الدياجي قد تلألأ نورُهُ ..

لو ألفُ جَسّاسٍ يُهدِّدُ أمنَه
فلَهُ على ردِّ المكايِدِ زيرُهُ ..

يبقى عِراقاً كُلّما ظنّوا به
وطناً يضيعُ صغيرُهُ وكبيرُهُ ..

يبقى عِراقي رغمَ كلِّ جراحِهِ
قد طابَ لي دونَ الجِنانِ سعيرُهُ ..







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)