الإسكافيُّ - عبدالله سرمد الجميل | القصيدة.كوم

شاعر عراقي (1993-)


899 | 0 | 0 | 0




الإسكافيُّ الأوّلُ:
أيّامَ التجنيدِ الإلزاميِّ أعدمُوا إسكافيّاً ،
بخلطةٍ سِحريَّةٍ كانَ يُصيِّرُ القَدَمَ رَحَّاءَ ،
أي مُسْتَوِيَةَ الأَخْمَصِ لا قوسَ فيها ،
وهذا عُذْرٌ طِبِيٌّ للإعفاءِ من حروبِ الرئيسِ ،
*
الإسكافيُّ الثاني:
امتنعَ الإسكافيُّ من رَتْقِ حذائي ،
قالَ: كن حافياً فالقدمُ حذاءُ الجسمِ ،
*
الإسكافيُّ الثالثُ:
في العراقِ يَخيطُ الإسكافيُّ أحذيتَنا بقياساتِ أيدينا ،
فأقدامُنا بُتِرَتْ مُذْ داسَتِ الألغامَ ،
*
الإسكافيُّ الرابعُ:
ذخيرتي نَفِدَتْ ،
عدوّيَ يدنو ،
وقدمايَ من زجاجٍ ،
*
الإسكافيُّ الخامسُ:
يقولُ أجدادُنا: الحذاءُ الغريبُ في مدخلِ البيتِ علامةُ الضيفِ ،
إذن هذا فأْلُ خيرٍ يا جارتي الأرملةَ ،
*
الإسكافيُّ السادسُ:
قدمايَ بعيدتانِ عن رأسي ،
أُوشِكُ ألّا أراهما ،
أأنا طاغيةٌ ؟!
*
الإسكافيُّ السابعُ:
عارٌ على صبّاغِ الأحذيةِ ،
إذا قشطَ الطينَ المُتيبِسَ من حذاءِ الجنديِّ ،
*
الإسكافيُّ الثامنُ:
قبلَ أن يُدنِّسَ الخليفةُ جامعَ النوريِّ في المَوْصِلِ ،
وقبلَ أن يهدِمَ جامعَ النبيِّ يُونُسَ ( عليهِ السّلامُ ) ،
كانَ إسكافيٌّ يخلَعُ حذاءَهُ في الباحةِ ،
ولئلّا يُسرَقَ كانَ يُعبِّئُهُ قمحاً ،
ثمّ ينجذبُ الحَمَامُ منَ القُبَّةِ والمئذنةِ ،
.
.
.
ماتَ الحَمَامُ ،
نزَحَ الحَمَامُ ،
وباتَ الحذاءُ ينشِجُ ،
*

الإسكافيُّ التاسعُ:
هذا الصباحَ تجافى حذائي عنّي ،
كلّما مددْتُ قدمي لِأنتعلَهُ قفزَ كأرنبٍ في زوايا الغرفةِ ،
قرَّرْتُ أن آخذَهُ إلى طبيبِهِ الحذَّاءِ ،
ثبَّتَهُ الحذّاءُ على المِحْذَى ،
وقالَ لي: لقد خُنْتَهُ معَ أحذيةِ المنافي ،
خُذْ حذاءَكَ إلى عشبِ العراقِ يتَّسعْ ،
ضعْ حذاءَكَ على أَسْفَلْتِ المنافي يَضِقْ ،
*
الإسكافيُّ العاشرُ:
وصيَّتي أن تدفِنوا حذاءَ حبيبتي معي ،
غداً حينَ تُفتَّحُ القبورُ ويسيرُ الناسُ إلى اللهِ ،
سألبَسُ حذاءَها وهو سيَدُلُّني على قبرِها ،
تلكَ التي لم تجمَعْني بها الحياةُ ،







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)