عرضُ أزياءٍ - عبدالله سرمد الجميل | القصيدة.كوم

شاعر عراقي (1993-)


1014 | 0 | 0 | 0




العرضُ الأوَّلُ:
على السَّجَّادَةِ الحمراءِ ،
مزَّقَتْ عارضةُ الأزياءِ فُسْتانَها ،
وصاحَتْ: صَوِّرُوني أيُّها العُراةُ ،
صَوِّرُوا أثارَ التعذيبِ على جسدي ،
*
العرضُ الثاني:
ترتدي عارضةُ الأزياءِ العراقيةُ عباءةً مثقوبةً بالرصاصِ ،
وبَدَلُ الخَلْخَالِ شريطٌ كَهْرَبائيٌّ يَرِنُّ عندَ الاقترابِ منَ الألغامِ ،
أمّا جواهرُ قلادتِها فمن نُوَى التمرِ ،
*
العرضُ الثالثُ:
قبلَ انطلاقِ العرضِ بدقائقَ ،
حرجٌ شديدٌ أصابَ مصمِّمَ الأزياءِ ،
وهو يحاولُ أنَّ يُلبِسَ العارضاتِ ،
لاحظَ أنَّ مقاساتِهنَّ قد تغيَّرَتْ ،
الغبيُّ لم يُدرِكْ أنّ المرأةَ كتلةٌ من دمعٍ !
*
العرضُ الرابعُ:
الإنسانيَّةُ في القرنِ الواحدِ والعشرينَ قصَّتُها كالآتي :
مصمِّمُ أزياءٍ يستعيرُ من مستشفى السرطانِ ،
فتاةً يتيمةً صلعاءَ نتيجةَ العلاجِ الكيماويِّ ،
يُلصِقُ لها شَعْراً صناعيّاً ،
ثمَّ يضعُ صورتينِ لها على منتجٍ لعلاجِ تساقطِ الشَّعْرِ ،
يكتبُ تحتَ صورتِها الأولى الصلعاءِ: قبلَ الاستعمالِ ،
ويكتبُ تحتَ صورتِها الثانيةِ: بعدَ الاستعمالِ ،
*
العرضُ الخامسُ:
عرضُ الأزياءِ في مَنْطِقَتِنا ،
أن تجلِسَ النساءُ على الرصيفِ ،
ثمَّ تُزَفَّ توابيتُ أبنائِهِنَّ في الشارعِ الرئيسِ ،
توابيتُ بمقاساتٍ مختلفةٍ ،
وبعدَ انتهاءِ العرضِ تصفِّقُ النساءُ بدموعِهِنَّ ،
*
العرضُ السادسُ:
كأنَّ التجاعيدَ أزياءٌ غيرُ مَكْوِيَّةٍ ،
*
العرضُ السابعُ:
في عرضِ الأزياءِ الداخليّةِ ،
أجملُ عارضةٍ كانت الشجرةَ العاريةَ ،
*
العرضُ الثامنُ:
ما إن دخلَتْ عارضةُ الأزياءِ الممشى حتّى طارَتْ ،
كانَتْ تلتحفُ بِعَلَمِ العراقِ ،
*

العرضُ التاسعُ:
بعدَ ذهابِ عارضةِ الأزياءِ الأولى ،
ترقَّبْنا إيابَ العارضةِ الثانيةِ ،
لكنَّ العارضةَ واحدةٌ والزِيَّ لم يتبدَّلْ ،
شتمَ الجمهورُ المُصمِّمَ ،
وحدي من أطلقْتُ بصيرتي ،
وحدي من شاهدتُ أزياءَ قلبِها ،
*
العرضُ العاشرُ:
أنا مُفرِطٌ في إنسانيَّتي ،
لدرجةِ أنّني صمَّمْتُ ملابسَ للتوائمِ المُلتَصِقةِ ،







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)