النادلُ - عبدالله سرمد الجميل | القصيدة.كوم

شاعر عراقي (1993-)


919 | 0 | 0 | 0




النادلُ الأوَّلُ:
لأنَّ يدي مرفوعةٌ يتوهّمُ النادلُ أنّي أطلُبُ شيئاً ،
لا يدري أنّها تخشَّبَتْ مُذْ لامسَتْكِ ،
أو أنّها لافتةٌ أعلِّقُ عليها صُوَرَ المطلوبينَ ،
أو أنّي أرفعُها عِوَضاً ممّنْ بُتِرَتْ يداهُ ،
*
النادلُ الثاني:
كلَّ مرَّةٍ أدخلُ فيها مَطْعَماً وحدي ،
أحجُزُ طاولةً بخمسةِ كَرَاسِيَّ لي ولعائلتي المخطوفةِ ،
*
النادلُ الثالثُ:
في المَشْرَحَةِ ،
عثَروا في مَعِدَةِ نادلٍ على مخالبِ قِطَطٍ معقوفةٍ ،
والتشخيصُ: مَعِدَةٌ مَكَبٌّ لِفُضالاتِ الطعامِ ،
*
النادلُ الرابعُ:
كلما فرِغَتْ كؤوسُ السياسيّينَ ،
صبَّ النادلُ دماً ساخناً ،
*
النادلُ الخامسُ:
همسْتُ للنادلِ: خذْ لها قهوةً ولا تقلْ لها من المُرسلُ ،
حتماً ستعلَمُ أنَّي منْ أرسلْتُها ،
فلا أحدٌ سوايَ في المقهى ،
عادَ النادلُ بقُصاصةٍ كتبَتْ فيها: أنا عمياءُ ،
*
النادلُ السادسُ:
بينَما كنّا نتطايرُ من عَصْفِ الانفجارِ ،
صرخَتْ: هكذا أرغَبُ أن تحضُنَني أصابعُكَ ،
وأشارَتْ إلى نادلِ الشاي خانة ،
وهو يحمِلُ عشرةَ أقداحٍ مع أطباقِها بيدٍ واحدةٍ ،
كنّا نتطايرُ أنا وهيَ والنادلُ من عصفِ الانفجارِ ،
*
النادلُ السابعُ:
أفلسَ جاري ،
باعَ كلَّ شيءٍ حتّى الصَحْنَ الأثريَّ الذي توارَثَتْهُ عائلتُهُ ،
باعَهُ لمطعمٍ يونانيٍّ ،
واستحلفَهم أن يُجمِّلوا بهِ واجهةَ المطعمِ ،
ليُكحِّلَ بهِ عينَيهِ حينَ يتسوَّلُ هناكَ ،
ها هوَ جاري يقفُ خلفَ الواجهةِ ،
ويراقبُ النادلَ في عرضِ تكسيرِ الصحونِ ،
ثمَّ يدخلُ المطعمَ ويمضُغُ زجاجَ الصحنِ المهشَّمِ ،
فيتحوَّلُ إلى بيتِ نباتٍ زجاجيٍّ ،
تُواصِلُ فيهِ شجرةُ العائلةِ نُمُوَّها !
*
النادلةُ الثامنةُ:
عجباً كيفَ تَطْفَحُ كأسي الفارغةُ ،
حينَ تدنو هذهِ النادلةُ ويداها فارغتانِ ،
*
النادلةُ التاسعةُ:
-        إذن ماذا اخترْتَ سيّدي من قائمةِ الطعامِ ؟
-        صابونةَ ركبتِكِ ،
*
النادلُ العاشرُ:
صاحَ النادلُ: لمن السَّيَّارةُ المركونةُ ؟
الحانةُ صاخبةٌ ،
وصياحُ النادلِ كصوتِ نملةٍ حُبِسَتْ في قدحٍ مقلوبٍ ،
-        لمن السَّيَّارةُ المركونةُ ؟
-        لمن السيَّارةُ ؟
-        لمن ؟
صخبٌ: صوتٌ ،
صخبٌ: نارٌ ،
صخبٌ: جثثٌ ،







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.