0 تقييم
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
قِرَاءَةٌ في اللَّوْحَة
0
مِنْ بِقْعَةٍ في النَّهْرِ تَظْهَرُ صُوْرَةٌ ...
يتَفَرَّغُ القَصْدُ الْمُحِيْلُ ، إِلى انْفِكَاكِ الضَّجَّةِ العَشْوَاءِ ، عَنْ شَبَحِ التَّوَارِي !
غَيْمٌ يَقِيءُ عَلَى مَشَارِفِ أَسْطُحٍ ،
وفَمٌ مُتَراجِفُ الأَسْنانِ !
لَونٌ أَسودٌ ،
لا دَخْلَ لِلْوَدَقِ الْمُسَمَّرِ ، في الْتِحَاقِ نَوَارِسٍ ، تَنْضَمُّ للْجِسْرِ الْمُدَقَّقِ ،
فِي حُرُوْبِ الإِنْتِزَاعْ ...
ماءٌ مُدَمًّى بِالَّذِيْنَ يُشِيرُ لَحْنُ رُؤوْسِهِمْ ، نَحْوَ انْصِبَابِ التَّائِبِينَ عَنِ الصَّلاةِ الفَائِتَةْ
شَاهَدْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ نَهْرًا يُلَمْلِمُ زُرْقَةً ،
ومَدِيْنَةً تَسْتَعرِضُ التَّوْدِيْعَ عَنْ عَتَبَاتِها ،
وتُهيِّئُ اللُّغَةَ الْعَجُوْزَ إِلى الْمَغَابْ !!
شَاهَدتُ طِفْلاً نَاقِصًا !
فَرَجَعْتُ لِلْكُتُبِ الَّتي حَمَلَتْهُ وَهنًا بَعْدَ وَهْنٍ
أَقْرَأُ الْمَفْقُوْدَ مِنْ أَطْرَافِهِ !
في ذَلِكَ الْيَوْمِ
الَّذِي لَمْ تَصْحُ فِيْهِ الدُّمْيَةُ السَّمْرَاءُ
كَيْ تَقْلِي لَهُ بَيْضَ الصَّبَاحْ!
فاتُوْرَةُ الحُزْنِ ، الَّتي يَأْتي بِهَا سَاعِي الْمقَابِرِ ، قَدْ أَتَتْ !!
وأَتَى التَّرَاجُعُ ، وَهوَ يَكْشِفُ كُلَّ مَا أَخْفَاهُ عَنْ أَطْفالِنا
بِرُعُوْنَةٍ وحْشِيَّةٍ،
لا تَستَحِقُّ الحِفْظَ في إِدْرَاكِهِمْ !
كَي يَستَطِيْعُوا النَّوْمَ مُنتَشِرِيْنَ في سَوآتِهِمْ...
مُتَفَقِّهِيْنَ بِمَا يَدُوْرُ مِنَ الأَزِيْزِ عَلى تَعارِيْجِ الدُّخَانْ !
وَتَحَدَّثَ الفَجْرُ الَّذِي لَمْ يُزلِجِ الشَّمْسَ الصَّدِيْقَةَ فَوْقَ قِيْعَانِ الثُّلُوْجْ ...
عَن نَجْمَةٍ في القاعِ تَنتَهِزُ انِطِفَاءَ القَاصِرِيْنَ ،
لِكَي تُؤَكِّدَ ضَوْءَها الْمَمْحِيَّ في ثَبْتِ النَّجَاةْ
نَهْرٌ ونَبدأُ بالسُّكُونِ !!
ويَبْتَني القَدَرُ الْمُسَبِّبُ ، سَيرَنَا الْمَلْحُوْقَ بِالخَرَزِ الْمُوَدِّعِ ، والرُّؤَى ، والإِلْتِفَاتْ...
نَهْرٌ فَتَائِلُهُ أَطَاحَ بِنُوْرِها لَهَبٌ جَدِيْدٌ لَمْ يَعِ الرَّسَّامُ بَعْدُ مَفَادَهُ !
لَهَبٌ شَبِيْهٌ بالتَّكَسُّرِ ، بِالتَّلاحُقِ ، بِالصَّدَى ، بِالافْتعَالْ !
لَهَبٌ حَثِيْثٌ كالزَّوَالْ !!
هَذِي هي الصُّورُ الْمُعَادَةُ لِلْهُرُوْبْ...
هي فِكْرَةٌ أَنَّ النَّمائِمَ تَسْتَحِيْلُ إِلى رِقَابٍ لا تَطِيرْ !
وإِطارُهُا الخَشَبيُّ يُنْهِي مَا تَعَاقَدَهُ الجِدَارُ ،
كأَيِّ مُمتَحَنٍ تشَنَّجَ في الرُّدُوْدْ !
فالأَرْضُ لَيسَتْ فُجأَةً ، لنَزُوْرَها مُتَوَقِّعِيْنَ بأَنَّنا قَدْ لا نَعُوْدْ !
قَدْ نَخْتَفِي في شُبْهَةٍ مَحْبُوْكَةٍ !
أَو نَرْتَمِي كالذَّرْفِ في الْغُصَصِ الْكَثِيْرَةِ بالدُّمُوْعْ !
لا نَسْتَديرُ إِلى أَمَامْ
كَبَعْضِ ما في اللَّوْحَةِ الْمُنْظَمِّ لاسْتِفْهَامِهَا شَرَهُ الجَوَابْ
فَهُنَاكَ مَا بَيْنَ السُّطُورِ علامَةٌ لِتَوقُّعٍ !
قَدْ أَدْرَكَ الرَّسَّامُ فِيْهِ صُرَاخَ مَنْ لَمْ يُدْرِكُوا قِيَمَ الْهَرَبْ !
وهُنَاكَ - مَا خَلْفَ الوَرَاءِ الْمُسْتَقِيْلِ مَثَابَةً -
تأَشيرَةٌ لِدُخُوْلِ ضَوْءٍ فَاتِحٍ
وَزَوَارِقٌ بَيْضَاءُ ..
تَسْحَقُ حُرَّةً بَيْنَ الغُرُوْبْ
أَوْ أَنَّنَا قَدْ لا نَؤُوْب ...!!