قِرَاءَةٌ في اللَّوْحَة - محمد السويدي | القصيدة.كوم

شاعر عراقي (1985-)


643 | 0 | 0 | 0




مِنْ بِقْعَةٍ في النَّهْرِ تَظْهَرُ صُوْرَةٌ ...
يتَفَرَّغُ القَصْدُ الْمُحِيْلُ ، إِلى انْفِكَاكِ الضَّجَّةِ العَشْوَاءِ ، عَنْ شَبَحِ التَّوَارِي !
غَيْمٌ يَقِيءُ عَلَى مَشَارِفِ أَسْطُحٍ ،
وفَمٌ مُتَراجِفُ الأَسْنانِ !
لَونٌ أَسودٌ ،
لا دَخْلَ لِلْوَدَقِ الْمُسَمَّرِ ، في الْتِحَاقِ نَوَارِسٍ ، تَنْضَمُّ للْجِسْرِ الْمُدَقَّقِ ،
فِي حُرُوْبِ الإِنْتِزَاعْ ...
ماءٌ مُدَمًّى بِالَّذِيْنَ يُشِيرُ لَحْنُ رُؤوْسِهِمْ ، نَحْوَ انْصِبَابِ التَّائِبِينَ عَنِ الصَّلاةِ الفَائِتَةْ
شَاهَدْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ نَهْرًا يُلَمْلِمُ زُرْقَةً ،
ومَدِيْنَةً تَسْتَعرِضُ التَّوْدِيْعَ عَنْ عَتَبَاتِها ،
وتُهيِّئُ اللُّغَةَ الْعَجُوْزَ إِلى الْمَغَابْ !!
شَاهَدتُ طِفْلاً نَاقِصًا !
فَرَجَعْتُ لِلْكُتُبِ الَّتي حَمَلَتْهُ وَهنًا بَعْدَ وَهْنٍ
أَقْرَأُ الْمَفْقُوْدَ مِنْ أَطْرَافِهِ !
في ذَلِكَ الْيَوْمِ
الَّذِي لَمْ تَصْحُ فِيْهِ الدُّمْيَةُ السَّمْرَاءُ
كَيْ تَقْلِي لَهُ بَيْضَ الصَّبَاحْ!
فاتُوْرَةُ الحُزْنِ ، الَّتي يَأْتي بِهَا سَاعِي الْمقَابِرِ ، قَدْ أَتَتْ !!
وأَتَى التَّرَاجُعُ ، وَهوَ يَكْشِفُ كُلَّ مَا أَخْفَاهُ عَنْ أَطْفالِنا
بِرُعُوْنَةٍ وحْشِيَّةٍ،
لا تَستَحِقُّ الحِفْظَ في إِدْرَاكِهِمْ !
كَي يَستَطِيْعُوا النَّوْمَ مُنتَشِرِيْنَ في سَوآتِهِمْ...
مُتَفَقِّهِيْنَ بِمَا يَدُوْرُ مِنَ الأَزِيْزِ عَلى تَعارِيْجِ الدُّخَانْ !
وَتَحَدَّثَ الفَجْرُ الَّذِي لَمْ يُزلِجِ الشَّمْسَ الصَّدِيْقَةَ فَوْقَ قِيْعَانِ الثُّلُوْجْ ...
عَن نَجْمَةٍ في القاعِ تَنتَهِزُ انِطِفَاءَ القَاصِرِيْنَ ،
لِكَي تُؤَكِّدَ ضَوْءَها الْمَمْحِيَّ في ثَبْتِ النَّجَاةْ
نَهْرٌ ونَبدأُ بالسُّكُونِ !!
ويَبْتَني القَدَرُ الْمُسَبِّبُ ، سَيرَنَا الْمَلْحُوْقَ بِالخَرَزِ الْمُوَدِّعِ ، والرُّؤَى ، والإِلْتِفَاتْ...
نَهْرٌ فَتَائِلُهُ أَطَاحَ بِنُوْرِها لَهَبٌ جَدِيْدٌ لَمْ يَعِ الرَّسَّامُ بَعْدُ مَفَادَهُ !
لَهَبٌ شَبِيْهٌ بالتَّكَسُّرِ ، بِالتَّلاحُقِ ، بِالصَّدَى ، بِالافْتعَالْ !
لَهَبٌ حَثِيْثٌ كالزَّوَالْ !!
هَذِي هي الصُّورُ الْمُعَادَةُ لِلْهُرُوْبْ...
هي فِكْرَةٌ أَنَّ النَّمائِمَ تَسْتَحِيْلُ إِلى رِقَابٍ لا تَطِيرْ !
وإِطارُهُا الخَشَبيُّ يُنْهِي مَا تَعَاقَدَهُ الجِدَارُ ،
كأَيِّ مُمتَحَنٍ تشَنَّجَ في الرُّدُوْدْ !
فالأَرْضُ لَيسَتْ فُجأَةً ، لنَزُوْرَها مُتَوَقِّعِيْنَ بأَنَّنا قَدْ لا نَعُوْدْ !
قَدْ نَخْتَفِي في شُبْهَةٍ مَحْبُوْكَةٍ !
أَو نَرْتَمِي كالذَّرْفِ في الْغُصَصِ الْكَثِيْرَةِ بالدُّمُوْعْ !
لا نَسْتَديرُ إِلى أَمَامْ
كَبَعْضِ ما في اللَّوْحَةِ الْمُنْظَمِّ لاسْتِفْهَامِهَا شَرَهُ الجَوَابْ
فَهُنَاكَ مَا بَيْنَ السُّطُورِ علامَةٌ لِتَوقُّعٍ !
قَدْ أَدْرَكَ الرَّسَّامُ فِيْهِ صُرَاخَ مَنْ لَمْ يُدْرِكُوا قِيَمَ الْهَرَبْ !
وهُنَاكَ - مَا خَلْفَ الوَرَاءِ الْمُسْتَقِيْلِ مَثَابَةً -
تأَشيرَةٌ لِدُخُوْلِ ضَوْءٍ فَاتِحٍ
وَزَوَارِقٌ بَيْضَاءُ ..
تَسْحَقُ حُرَّةً بَيْنَ الغُرُوْبْ
أَوْ أَنَّنَا قَدْ لا نَؤُوْب ...!!







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)