شاميات - عبدالله أبو شميس | القصيدة.كوم

شاعر عربي من الأردن (1982-). صدر له المجموعات الشعرية "هذا تأويل رؤياي" و"الخطأ" و"الحوار بعد الأخير" و"شهود غزة" و"المنسيات". إضافة إلى ترجمة "اللانداي".


1430 | 0 | 0 | 0



( I)
يبدأُ اليومَ مبتهجاً
مثلَ عادتِهِ منذ أَلْفٍ مَضَيْنَ
فيفتحُ قبرَهْ

للطّيورِ الكفيفةِ
تغدو إليهِ خِماصاً
على ساقِ سنبلةٍ تتعكّزُ
( تلكَ وظيفتُهُ البرزخيّةُ)
يُطعمُ طيْرَهْ

ما تيسّرَ من حنطةٍ في الْمَزارِ
ويَسقيهِ من حَدَقاتِ الجرارِ
إلى أنْ تشعشعَ فيه المسرّةْ

منذ ألفٍ
يواصلُ أشغالَهُ البرزخيّةَ
مبتهجاً
بعد أنْ خلعتْ روحُهُ سجنَها
قطعةً
قطعةً
قطعةً
وأفاضتْ إلى القبرِ حُرّةْ

كانَ يُنشدُ أطيارَهُ
في الحديقةِ، أشعارَهُ
عندما اصطادَ قنّاصةُ الموتِ
أعمى الْمَعَرّةْ..

( II)

دمُ الثّوّار تعرفُهُ فرنسا
فما بالُ القريبِ
بهِ يشُكُّ؟

وللحريّة الحمراء بابٌ
بكلّ يدٍ مضرّجةٍ
يُـدكُّ!

( III)

أيّها الطّائفيّونَ،
أعرفُكم واحداً واحداً
وبدونِ علامةْ

( علويّونَ) في ظاهر الشّامِ
تستمطرونَ برأسِ الحسيْنِ
رؤوسَ الملايينِ..
لكنّكم ( أُمويّونَ) حتّى ( المنامةْ)

أيّها الطّائفيّونَ،
أعرفُكمْ
وأُعرّفُكمْ:
لَمَعانُ المصاحفِ تحت ظلالِ السّيوفِ
جُنونٌ بعدِّ الأنوفِ
وفوضى ببابِ القيامةْ

( IV)

الكثيرونَ أعرفُهُم
( والبقيّةُ غرقى)
يَهَبونَ لِيَ الرّوحَ
مستبشرينَ
حَماةً حَماةً
دمشقاً دمشقا!

( V)

لم يكن كامرئ القيسِ
يدرجُ في ( أَذْرُعاتِ)

يرصدُ الليلَ عن قبسٍ في الجهاتِ
ويشتمُّ ما تحملُ الرّيحُ من نَفَسٍ
لقطاةٍ
يُغافلُ حُرّاسَها..
ثمّ ينقضُّ كالنّسرِ من فوقِها
يمسحُ اللحمَ والعظمَ عنها
ويرمي إلى وكرهِ قلبَها
حيث أفئدةُ الطّيرِ منتثراتٌ
يوابسَ أو رطِباتِ

لم يكن كامرئِ القيسِ
يحتاجُ ناراً ليبصرَ قلبَ الفتاةِ وقد صارَ دَمعا
فلقد أصبحت ( أذرعاتُ) القديمةُ - دَرعا








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)