كان مثلي - عبد المنعم الأمير | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1970-) يمتدُّ من الحنجرة الشعريّةِ العارقيّة.


2400 | 0 | 0 | 0



إلقاء: عبد المنعم الأمير



حين أهدى للصحارى عُمُرَهْ
وكؤوسَ الريحِ عبّتْ ذِكرَهْ
ثملَ الرمْلُ بآلافِ الرؤى
وتعرّى، حين ألقى ثمرَهْ
ومضى، يشْربُ من غيْمِ الخُطى
حيْثُما أوْدَع سِرّاً مَطَرَهْ
كان مثلي.. باحثاً عنْ وجْهِهِ
في سماءٍ لمْ تُباركْ قَمَرَهْ
كلّما همّتْ بِهِ أنْجُمُها
شَرِبَ الفجْرُ المُرائي سَمَرَهْ
كان مثلي ..كلُّ كأسٍ عَلَّهُ
راح يروي للسكارى خَبرَهْ
مذ تآلفنا معاً في غيْمَةٍ
أكَلَ الدّمْعُ بصمْتٍ نَظَرَهْ
وقميصي ..تاه عن ألوانِه
كيف يُعطي لبصيرٍ بَصَرَهْ؟
كان مثلي.. وأنا محترقٌ
ودروبي لمْ تُعانقْ أثرَهْ
متعباً كنتُ، وشاختْ سفني
كيف أحيا في كياني سَفرَهْ؟
كيف ناجى لذّتي في غفْلةٍ؟
ثم ألقى في ضلالي سورَهْ
كيف مرّتْ دونما أيّ صدىً..
بسمةُ العمرِ، وناغتْ عُمُرَهْ؟
كيف جاءتْ؟ لم يكنْ يدري ولا
كيف أحيتْ في الصّحارى شَجَرَهْ؟!
ولماذا الآن.. تهذي في دمي
لثغةُ البوحِ، وتذكي شررَهْ؟
ولماذا؟ -وأنا منكسرٌ-
راح يرمي في دروبي قدرَهْ
وغفا في جانبِ الطور سنا
لم تزلْ تشرب عيني صورَهْ
لم تزلْ تقتات من رحم الرؤى
وتناغي بحياءٍ وترَهْ
وتلمّ الطيف عن أهدابِهِ
وتذيب الهمسَ حتى أسرَهْ
وأدارت في شفاهي –يا أنا-
كأسَ بوحٍ، من – ترى- قد كسرَهْ؟!











الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)