وجوديات عراقية - محمد البغدادي | القصيدة.كوم

شاعرٌ ومترجم عراقيٌّ (1972-) مقيمٌ في أميركا. شعريّته راسخةٌ في ذهن القصيدة العربية.


3138 | 5 | 0 | 4



إلقاء: محمد البغدادي



كَمَنْ لَمْ يجِدْ
في الأرْضِ
بَيتاً يَضُمُّهُ

وَلا حِضْنَ أُمٍّ
إذْ يَنَامُ
يَشُمُّهُ

وَلا امْرأةً
كَالرِّيحِ
وَهْوَ أمامَهَا
تُبَعْثِرُهُ يَوماً
وَيَوماً تَلُمُّهُ..!!

ولا وَطَناً
يأوي على ظِلِّ نخلِهِ
وَيشكو
إلى نهريهِ
هَمَّاً يهمُّهُ..!!

وَحيدٌ
فَلا الظِّلُّ الَّذِي منْهُ
ظِلُّهُ
وَلا جِسمُهُ
وَهْوَ المحطَّمُ
جِسمُهُ

غَريبٌ
أمامَ الدَّربِ
وَالدَّربُ مُوحِشٌ
وَلَيسَ لَهُ لَولا المنى
مَا يَؤمُّهُ

مُعبَّأةٌ عَينَاهُ خَوفاً
مُغَيَّبٌ
وَراءَ الخرافاتِ القَصِيَّةِ
نجمُهُ

تحاصِرُهُ أنفاسُهُ
حَدَّ لَحمُهُ
يَجِفُّ..
وَيغدو كَالمسَامِيرِ
عَظمُهُ

وَتَعكِسُهُ مِرآتُهُ وَجْهَ غَيرِهِ
فَيَكسِرُها
وَهْوَ الَّذِي هُوَ
خَصمُهُ
***

أرى كُلَّ شَيءٍ
لا أراهُ
يُحيطُ بِي
وَيخنُقُني الوَهمُ
الَّذي كَيفَ فهمُهُ..؟

تُحدِّقُ بِي عَينٌ
وَتُمسِكُ بِي يَدٌ
وَيُحدِقُ بِي
ما لستُ أعرِفُ ما اسمُهُ!!

حُروفٌ بِلا مَعنىً
تَلَجْلَجْنَ في دَمِي
فَإنْ نَدَّ عَنِّي صَوتُها
لا أتِمُّهُ..!!

كَأنَّ فَماً
مثلَ
الحسَينِ
يَصيحُ بِي:
(مَتَى..؟)
وَيَداً
مِثلَ
العِراقِ
تكمُّهُ!!








الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)