برقٌ في غيومِ الذات - نذير الصميدعي | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1982-) تمتازُ قصيدتِه كما تميّز النار من الغيض.


1925 | 0 | 0 | 0




أمدُّ يدًا
فيخذلُها الغيابُ
ويُغري نورسَ الذكرى
إيابُ

وتُسْلِمُني الدروبُ إلى احتمالٍ
تعوّدَ أنْ يشاكسَهُ السرابُ

وكم أنفقتُ مِنْ قمحِ التمني
على حقلٍ
يخاصمُهُ السحابُ

وما عكستْ مرايا الريح عنّي
سوى ليلٍ
تمارسُهُ الذئابُ

وإنّي لم أكنْ يوماً
وكانوا
لأنّي قد رحلتُ غداةَ آبوا

أنا المنفيّ إلا من خيالٍ
ومن مدنٍ
يجيء بها الذهابُ

أعمّرُ بالغياب حضورَ غيري
وأهجُرُني
فيسكنُني الخرابُ

وأبحثُ في زقاقِ الوقت عنّي
وليس لطفلِ أسئلتي
جوابُ

فإنْ طافتْ على الرّغباتِ روحي
فكلُّ جوارحي الأخرى
تُرابُ

طرقتُ العمرَ ليلاً
بعد ليلٍ
ولم يفتحْ لقطف الحلم
بابُ
حَسيرًا
جئتُ و الأفراحُ عُشٌ
يُسامرُ غربتي
والعمرُ غابُ

فكيفَ سأقتفي أثَرَ اندلاعي
و هذا الجرحُ..
تُطعمُهُ الحرابُ

و لمّا أثمرتْ أشجارُ عمري
و أحيا ما أُميتَ به الشبابُ

تعذّرتِ الذنوبُ مِن اقترافي
بأنْ لا وقتَ..
و الندماءُ تابوا

فما وافى العلا شيطانُ سمعي
و إنْ وافى
سيرجمُه شهابُ

ولكنّي
أعاهدُ كلَّ جدبٍ
بأرض الشعر أني الانسكابُ

سأوقدُ من رمادِ الحب مجداً
و تاريخاً
تزيّنه القبابُ







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)