نايٌ بامتداد وطن - نذير الصميدعي | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1982-) تمتازُ قصيدتِه كما تميّز النار من الغيض.


1841 | 0 | 1 | 0




قد جاءَ محشوَّاً
بأرضٍ مُقفرةْ
و سماؤهُ قَصبٌ،
عليه مدوَّرةْ

لم يَمتلكْ إلا الأنينَ مُعبِّرًا
عن صوتِ مَنْ هجروا
زمان الحَنْجَرةْ

نايٌ
تقاسَمَتِ الثقوبُ بلاطَهُ
والريحُ تَضربُ جوفَهُ
كي تُشْهِرَهْ

مَكَثَتْ مساءاتُ العزاء بثغرِهِ
وأتى يشدُّ من المراثي
مئزرَهْ

قَدْ أبّنوهُ..
و قيل:حانتْ غيمةٌ
تئدُ الجفافَ ضحىً
فنثَّتْ مَجْزَرَةْ

كونيّةُ الآلام
أفْقُ جـراحِهِ
وجعٌ تمخَّضَهُ الزمانُ..
فأمطرَه

يحيى على الصبر الجميلِ..
و جرحُهُ غِمْدٌ
لطولِ النَّزْفِ عانقَ خنجَرَهْ

كم كان ينتظمُ الأَنينُ بطولهِ
حتّى
وإِنْ بدتْ الثقوبُ مبعثَرةْ

قد شابَهَ الأَقلامَ،
لكنْ أُمُّهُ
مدنُ الهواء..
و أُمُّهُنَّ المحبرةْ

قلقُ النهاياتِ استفاقَ بصبحِهِ
فسهامُها
خلفَ المساءِ مشمِّرة

هو ذلك الحرُّ الذي
تركَ الثَّرى
و عفا عن الأفراحِ..
عندَ المقدرةْ

و هوَ الأسيرُ،
وكانَ أقسى قيدِهِ
أنْ جاءَ يقصدُ نَفْخَةً
لتحرّرهْ

ما صلّتِ الأيامُ في محرابِهِ
إلا لتنحتَ بالجماجمِ..
منبرَه

نُشرتْ صحائفُهُ بصوتِ إباءهِ
و تناوبتْ
حِممُ الفجيعةِ أسطرَه

حتّى إذا الأيامُ أسفرَ ضوءها
أخذت عيونَ النائباتِ
لتبصرَه

ليدومَ في غُررِ القصائِدِ وصفُه
نايٌ تهدهدهُ الثقوبُ..
و مقبرة







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)