غزل على حافّة الرثاء - عامر الرقيبة | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ. (1964-) مشتغلٌ على نصّه بدقة نحات.


3877 | 0 | 0 | 0




على مذبح النجوى نحرتُ المعانيا
وجئـتُ كطـُهر الثـلج نحوكِ عـاريا

تجـرّدتُ حتّى كـنتُ مثـل فـراشـةٍ
وكان الهوى عطراً وكنتِ الأضاليا

تجـاوزتُ أبعـادَ الـمكـان لـوهـلـةٍ
وسـافرتُ في عـيـنـيـكِ طيراً كـناريا

فـأدركتُ أنّ الضوء سافر في دمي
وبـعـثــرتـِني بـيـن النجـومِ
دراريـا

عـلى غـفـلةٍ منـّي أتـيـتِ قصـيدةً
وخبّأتِ في أدراج عمري القـوافـيـا

نـَحَـتُّ نـوافـيـــر الكــلام
بـأنـمـلي
ومنهـا شـربـنا الحبَّ ثـرّاً
وصـافـيـا

نـدفـتُ غـيـوم الشِّعْـر ندفاً
وفـوقها
سجـى شَعرُك الليليُّ كالطفلِ غافـيا

وذات اغترابٍ أجدب الحرفُ في فمي
وما عاد مثل الأمس كالنهر جـاريـا

وعـاتـبـتـِني .. في مقـلتـيـك
انـتـفـاضـةٌ
كما اهـتـاج موجُ البحر فارفضَّ
عــاتـيـا
***

ألا يا وميـضَ الروح في عَـتـْمة الرّدى
أعـِـنـّي فـقـد أعـشــى الخـرابُ
المـآقــيـا

ومـا عـادت الألـوان تـزهـو بـمـوطـني
وما عاد لـون الحـُبّ في العـيـن
زاهـيــا

رمـاديـّـةٌ أزهـــارُ بـغـــدادَ
أصـبـحـتْ
ولـيـلالـتـُهـا الألـْفُ اسـتـحـالـت
مـآسـيـا

أعنـّي على فوضى الأحاسيس والرؤى
ودعْــنـي أجـلــّيـهـا بـعـيـــنـيّ
ثـــانـيـــا

هـنا زهرةٌ في الجُرْح .. تـِلـْـكمْ
حـمامةٌ
بـريـشـاتـِهـا انـدَسَّ الغـُرابُ
مُـداجــيـا

هـنـاك اسـتــقـالَ الـبـحـرُ.. هـذا
عـُبـابـُه
عـلى البارجاتِ احـتـجَّ يـرثي
الصواريا

وهـذي يـمـيــنـي أو إذا شـئـتَ
سـَـمـِّها
شـِـمـالـي وقـد أدعـــو أمـامـي
ورائـــيـا

تـبـعـثـرْتُ حتـّى أنكر الكونُ صورتي
فـمـنـهـا اخـتـفى ما كـان بالأمـس
باديـا

ألا يا وميض الروح في عَـتـْمة الـرّدى
أعـِرني بصـيـصاً كي أحـُـلَّ
الأحـاجــيـا

أعـِرني ولو بعـضاً من الوقـت مـِرفــأً
بـه خـلف بحـر الـيـأس أُلـْـقي
المراسـيـا

وعـُدْ بي إلى ثـغـر الحـبـيـبـة
عـلـّـنــي
عـلـى ضـفـّة العـنـّــاب أرتــاحُ
نـائـــيـا

ودعـنـي أنـاجِ الـيـاســمـيـن
بـخـدّهــا
وأرمي عـلى صـدر الـزمـان الأقـاحـيـا

ألا يـا أريـجَ الورد في مِعـطـف
الـرُّبـا
تـضـوّعـتَ مـن أكـمـام نـيـسـانَ
زاكـيـا

وأهديـتَ لي من وَشـْيِ آبٍ حبـيـبـتـي
وطـرّزتَ في أثـواب عـمري الحـواشيا
***

أنـاديـكِ يا نـــوّارَ قـــلـبـي
بـأعـيـــنـي
وكم كان رُغـم الصمت قـلـبـي مـنـاديـا!

وعـيـنـاكِ لـو تـدرين طـفـلانِ أتـعــبـا
بصوتـيـهما الغـضّيـن صمتي المُناغـيـا

فمي بـانــقـلابـات الـلـيــالي
محـاصــرٌ
ومن نزف أوطاني غـدا الصـوتُ داميـا

فـلا تعـذلـيـنـي .. آهِ من جمرة الأسى
فـقـد أحـرقـتْ فـي مـقــلـتـيَّ
الأمـانــيــا

حنانيكِ .. من حولي اليـبابُ يُحـيـطني
وأنـتِ الـتي أحـيـَـتْ بـقـلـبي
الـفـيـافـيـا

فـخـلـّي العـتـابَ الـمـُرَّ وادنـِي
بجـانبي
وفي الصـدر ضـمّيـني لأنسى المراثـيـا !








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.