لوحة من سؤال وطين - مهدي النهيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.


1798 | 0 | 0 | 0




هل أنا ذلكَ الكائنُ المستقرُّ ؟
أم المتمرِّدُ؟
هل عالمي وطنٌ
أمْ ممرٌّ منَ الميتينْ؟
هل لديَّ من الجمرِ ما سوفَ يكفي
لأنْ أتمدَّدَ فوقَ جليدِ التعاسةِ
ما بينَهم وأظلَّ على ثورتي
مُمْسكاً بالعذابِ
ومحتفِظاً بالأنينْ؟
هل أنا كفؤُ أن أتبدَّلَ في داخلي
كلَّ حينْ
وأمارسَ ما أشتهيهِ
ـ برغبةِ طفلٍ لحوحٍ ـ
بأن أتكهَّنَ ثم أموتَ لوحدي
وأقبرَ أيضاً لوحدي
وأشعرَ أني
لوحدي ارتضاني ترابُ الحنينْ ؟
ورغمَ التفرُّدِ بالوحدةِ المُشتهاةِ
أعيشُ مع الآخرينْ !
مثلَ باقي الحدائقِ
لم تتَّقدْ فرحاً أن ترى الياسمينْ
مثلَ كلِّ الشوارعِ
لم تنتظِرْ غائباً أنْ يعودَ
فتمطرَهُ ضَحِكاً
جَمَّعتْهُ العذاباتُ عبرَ السنينْ
هل أنا واحدٌ من أولاءِ الذينَ
أراهمْ يدورونَ
من دونِ ما أن يمرُّوا
على لوحةٍ من سؤالٍ وطينْ ؟
ويعدونَها قَدَراً واقعاً
لا محالةَ،، رغماً على أنفِ ما يرغبونَ
ولا يرغبونَ
بأن تتفرَّسَ أوجاعُهم كُنهَها
هل أنا واحدٌ من أولاءِ الذينْ ؟؟






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: