أسيجة - مهدي النهيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.


1488 | 0 | 0 | 0




بينَ أسيجةٍ يتمشى المحاصرُ :
بينَ دمٍ في جسدْ
وبينَ أصابعْ
***
وبينَ فمٍ صامتٍ صمتَ سَدْ
وبينَ أنينٍ يُسافرُ تحتَ الأضالعْ
***
بينَ مسّ الكتابِ ، ومسّ الكتابةِ
بينَ الهوى والهواءِ
وبينَ الرضا والعقدْ
***
تلكَ أسيجةٌ خيرُها أن تكونَ البَلادةُ
طعمَ البلادْ
والتشابهَ بينَ العبادةِ في شكلها والعبادْ
***
يا صديقَ المرارةِ ، هذا طريقُ الذي يتقدَّمُ
كي يتقهقرَ ، هل أنتَ في ؟
أم إلى ؟
خذْ طريقاً إلى الخلفِ
أو خذ طريقةَ من يدَّعونَ الطريقَ إلى الخلفِ
أو خذ طريقَ الخلافةِ وهي عن الخلفِ لا تختلفْ
فهل أنتَ تقحمُ أم تنصرفْ ..
لم تقلْ أيّ غابةْ
لم تقلْ عشبةً من سهوبِ الكتابةْ
لم تكنْ ليلةً في مجاهيلِ ليلِ الكآبةْ
أيها الشاعرُ الشعرُ
والشاعرُ الشاعرُ
أيها الأولُ الآخرُ
إن تخضْ تلتهبْ
أو تكنْ نهَراً تنسكبْ
أو تقلْ جملةً في الظلام
جملةً لا تغيِّرُ آراءها بابتكارِ الحمامْ
أيها الطائرُ
***
لو تسنى لعزلتِكَ الدائميةِ في داخلِكْ
أنْ تمَسَّ القشورَ الكثيرةَ وهي تطوفُ عليكْ
هل سيصبحُ أكثرَ ورداً جفافُ الفضاء
هل ستملأ جيبَ الهباءْ
بورْدْ
***
لو تسنى لضفتِكِ المستعدةِ للماءِ أن تستعدَّ
فتنزلَ عن كاهلِكْ
وتطردَ كلَّ الطيورَ التي عششتْ في يديكْ
هل سترتابُ حتى تُضاءْ
إلى أن تشابهَ فعلاً جنونَ السماءْ
ببرقٍ ورعدْ
***
بينَ أسيجةٍ شاعرٌ يتمشى
ويكتبُ ما شاءَ :
ورداً بلا قاطفٍ
مطراً دونٍ أرضٍ ، فلا هدفٌ للهطولْ
بلداً كالخرافةِ شيئاً فشيئاً يزولْ
قصةً عن فتىً وفتاةٍ أحبَّا / أحبَّا على غزلٍ في الورقْ
لم يكونا سوى قصةٍ للرمادْ
يشبهان البلادْ
يشبهانِ بما فيهما من مياهٍ وحلمٍ
محاولةً للغرقْ ..
***
بينَ هذا السياجِ الذي حسبتهُ الحديقةُ
حارسَ أزهارها الآنساتِ
وبينَ الكتابةِ ثمةَ عائلةٌ من إناثِ الأسف .. 





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: