شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.
2111 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "لا غرابة
" لـ "مهدي النهيري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "لا غرابة
" لـ "مهدي النهيري"
لا غرابة
0
مشاركة القصيدة
لا غرابةَ من غربةٍ لا تضيءُ
وإنْ ضربتْ حجراً في حجرْ ..
والحجارةُ تهتفُ أنْ : لا أثرْ ..
لا غرابةَ في أنّ مضيعةً
لا تهدّدُ صاحبَها بالهطولْ ..
لا غرابةَ من شدةٍ ذاتِ ليلٍ طويلْ ..
شدةٍ لا تزولْ ..
وليلٍ طويلٍ بكلّ تفاصيلهِ مثلاً :
قصةٌ ماضيةْ ..
شاعرٌ لا يفتشُ عن قافيةْ ..
ورقٌ طشَّرتْهُ على الأرضِ سفسطةٌ
شكلُها آدميٌّ
وكانتْ قديماً تُنادى : أبا صالحٍ ،
كُنيةً للمرورِ المريبْ ..
بأصقاعِ هذا المكانِ الغريبْ ..
وحينَ نوى أنْ يُشابهَ سوسنةً ،
كبُرَ الحزنُ في ماءِ أوراقِهِ
فجرى في القصائدِ ، وانداحَ ملءَ ملامحِهِ النائيةْ
في البعيدِ البعيدِ عن الوجهِ ،
في الجهةِ الخافيةْ
***
قلتُ سفسطةٌ ثمّ سوسنةٌ ثمّ ماذا ؟
أهذا الذي ليسَ يُعرفُ ؟ هذا المحمّلُ بالغيمِ
لكنهُ ليسَ أزرقَ ، ليسَ المدى !
إنه مثلُ كلِّ الذينَ استُعيدوا ولم يُستشاروا :
فتىً ينتمي للسدى ..
***
لهُ ستةٌ وثلاثونَ سجناً
لهُ أنهُ لم يكنْ لحظةً هادئاً في القرارةِ
[ مذ أخرجتْهُ الحياةُ إلى موتِها وهْو دفترُ أخطائها الأبديُّ ]
لهُ فصلُ صيفٍ مملٍّ ، ورائحةٌ ممطرةْ ..
لهُ شفتانِ ، كمجموعتينِ من الشعرِ ،
وامرأتينِ من الثرثرةْ ..
***
لهُ روحُهُ : حشدُ منزعجينَ من الأرضِ
متجهينَ - كسربِ نبيينَ مُحترقينَ - إلى ساحلِ المغفرةْ ..
لهُ جسدٌ عاملٌ في مؤسسةِ الروحِ رغماً عليهِ
لذلكَ مذ كانَ ، كانَ قليلَ التواجُدِ ،
بعضُ سماتِ الخفاءِ تطاردُهُ
ـــ لا على جهةِ السلبِ ـــ
هذا التماثلُ بينَ التجسّدِ والروحِ
من لمَحاتِ التصوّفِ ،
فلينخطفْ حدَّ أن لا يُرى ..
لا يَضيرُ الضفافَ إذا قيلَ :
لم يجرِ ماءٌ ، وإنْ قيلَ : ماءٌ جرى ..
***
ولهُ ما يُسمّى بهِ :
حُسْنُ حظِّ اسمِهِ
ميمُ مطلعِهِ غيرَ مضمومةٍ
أحرفٌ حرةٌ في التشكّلِ
ما دامَ خلفَ تشكّلها آخرٌ غيرُ صاحبها
من يحاسبُها :
] لا تكنْ فاعلاً واقترفْ ما تشاءْ
أنتَ أرضُ التصرّفِ ، والحكمةُ الحقُّ مرهونةٌ للسماءْ [
***
لهُ صلواتٌ هو اختارَ هيئتَها
قالَ : ربي مَنِ اختارَ لي قصتي
وأنا اخترتُ أنْ أعبدَهْ
بغيرِ مواسمِهِ الموصدةْ
***
لهُ فرَحٌ بالمضامينِ حينَ تباغتُهُ
ولهُ مثلَ باقي بني آدمٍ ،
ــ والأصحُّ ، خِلافَ بني آدمٍ ــ
زوجةٌ ذاتُ عينينِ لماحتينْ
تؤنِّبُ واحدةٌ منهما الهفواتِ
وتُربِكُ ثانيةٌ منهما في شرايينِهِ موجتينْ
يشيحُ عن النظرتينْ
فيسقطُ في عمْقِ ما لا يطيقْ
وما في المسافةِ بينَ الذهابِ المجازِ
وبينَ الإيابِ الحقيقيِّ ، ما من طريقْ
فيرجعُ بعدَ الفِرارِ إلى امرأةٍ
ذاتِ عينينِ لمَّاحتينْ
يُجاورُ كلَّ سوادٍ ، بياضٌ لهُ
ويُجاورُ كلَّ بياضٍ ، سوادٌ لها
يا لعينينِ نضَّاختينْ ..
***
ولهُ ضمنَ ذلكَ مكتبةٌ
- في رفوفِ الدماغِ مُبعثَرَةٌ -
شَكَّكَتْهُ بهِ !
ولديهِ مضافاً إلى موتِهِ
قصصٌ عن مجانينَ ماتوا
ولم يشعروا بالوجودِ
كما أنَّهم قطّ لم يألموا في المضيِّ ..
***
ولهُ أن يؤكدَ أنْ لا غرابةَ في الشعرِ حينَ يسمّي انحناءاتِهِ :
شجراً للظلال فحسبُ
ويدعو الليالي التي لا تؤنَّثُ بالشعر : أنثى ..
ويسلكُ في نفسِهِ لغةً حلوةً للوصولِ إلى شأنِهِ
حسبُ طعمِ المرارةِ في مطبخِ الليلِ
طعماً لوحدتِهِ ..
***
أنْ تكونَ مفارقةً حيّةً تتنفسُ :
شيءٌ يثيرُ التمسّكَ فيك ،
وأنْ تتنفسَ حياً إلى الآنَ فهْيَ مبالغةٌ رائعةْ
فأنتَ كتبتَ الصحارى الكثيرةَ ، والشاسعةْ
وأنتَ قطعتَ رمالَ القصائدِ
واخترتَ أنْ تختفي في غضونِ الشوارعِ
فكرةَ شخصٍ أصرَّ على أن يعودَ لفكرتِهِ
فاصطدمْ ..
بوجودِ العدمْ ..
***
الذي لا يريحُكَ في الأمرِ أنكَ في آخرِ الأمرِ
متهمٌ بالندمْ
حسناً لا غرابةَ في آخرِ الأمرِ
حسبُ الغرابةِ أنْ هي بيتُكَ
والكونُ والناسُ والأمرُ - حالَ التكوّنِ أو بعدَهُ - إنما هو في أصلِهِ
غابةٌ خائفةْ
حسبُكَ الوحدةُ البحرُ ، وحدتُكَ العاصفةْ..
***
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)