مليءٌ بكَ العالمُ - مهدي النهيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.


1604 | 0 | 0 | 0




أنتَ الآنَ مليءٌ بكَ هذا العالمُ
لكنَّكَ تقطنُ في الوحدةِ،
تشعرُ أن السَّفرَ التأريخيَّ يلفّعُ عينيكَ،
تحسُّ خطى الخطائينَ تُقَهْقرُ قلبَكَ،
لا تعرفُ من هم؟
لكن تعرفُ أنَّ خطاهم مثقلةٌ بضياعٍ
سيروحونَ إليهِ لكي يجدوكَ هناكَ..
يجدونَكَ لكنْ لا يجدونَ لوجهِك
ما يختصُّ بهِ فتظلُّ وحيداً
ليسَ بهذا الكهفِ الزمنيِّ سواكْ..
تتشظّى وتحلقُ في الأسماءِ
بديلاً لسماواتٍ لم تأنسْكَ،
وتذكرُ أنَّك ما عندَكَ أجنحةٌ
فتحاولُ أن تسقطَ،،
معتادٌ أنتَ على أن تندمَ دوماً،
معتادٌ أن تنساكَ مُناكْ..
ما أكثرَ ما شاكتْ أيامُكَ
حينَ تطالبُ أن يصبحَ رملاً
بعضُ شوارعِها،
ما أكثرَ ما عافتْكَ الأمنيَّاتُ
على الشاطئِ متخذاً من شكلِ الأشجارِ
علوّاً مَحنِيَّاً وتقولُ بنفسِكَ:
إنَّ الصفصافَ قديمٌ في الخضرةِ
لا يعبأُ جاءوا أم رحلوا،
والشاطئُ يعرفُ للصفصافِ أقاصيصَ
أقلُّ الطوفاناتِ بها أنَّ العشاقَ
يخطّونَ أوائلَ أسماءِ المعشوقاتِ
على أجسادِ الصفصافِ
ليشهدَ أنَّ الحبَّ سجيةُ غيرِكَ أيضاً،
فتعيدُ لنفسِكَ ما يشعرُها
أنَّكَ يوماًً سيعودُ هواكْ..






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: