بريد ليس للعودة - مهدي النهيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.


1599 | 0 | 0 | 0




(إلى روح الجواهريّ ووجه الشعر)

يصيحُ عليكَ الشعرُ، أيَّانَ تُقبِلُ
معلقةً من أبعدِ البوحِ تَنزِلُ
وتدخلُ في أشيائِنا مثلَ لحظةٍ
غراميةٍ في أضلُعِ الليلِ تدخلُ
وتكتبُ شعراً مثلَ أيِّ مدينةٍ
شوارعُها: نسوانُها والقَرَنفلُ
أما هزمَ المنفى صمودَكَ نخلةً
شرايينُها في غربةِ الماءِ تصهَلُ
على سعْفِها تذرو القصيداتُ لونَها
سواداًً، ويمحوها الرجوعُ المؤجَّلُ
أما ضِقتَ بالتَّطوافِ ذرعاً وبالنوى
فتخفتُ، أو تنهدُّ، أو تتوسَّلُ
هل اخترتَ أن تنجو بنجواك وحدَها
وأنْ يتشظى وجهُكَ المتنقلُ
وتألفُ ، لكن لست تسلو مرابعاً
صِباك بها استوحاكَ ما لا تُؤمِّلُ
صِباك بها استوحى غيوماًً حريّةً
على غيرِ ما تنوي من العمرِ تهطُُلُ
أصابَ بكَ التَّرحالُ شعراً ومقتلاً
وحظ العراقيين، شعرٌ ومقتلُ
كفى أنَّ آفاقَ العراقِ، نجومُها
تسافرُ، لكن لا تعودُ، فتأفلُ
كفى بلداً أنَّ الرصاصَ دوائرٌ
تُسيِّجُهُ عن أن يعيشَ، فتشعلُ
كفى نَهَراً أن يُستباحَ ويُستَبى
هنا، ونهاراً من تباريحَ يُسْدَلُ
وشاعرُ هذي الأرضِ لا أرضَ، حسبُهُ
سُدى ورَقٍ في شوكِهِ يَتجوَّلُ
يكابدُ سياباً ويُنفى مظفراً
فليسَ لهُ في أعينِ الأهل منزلُ
يمرُّ بهذا العالمِ الفظِّ قمحةً
مشتْ بأمانيها الرَّحى والترحلُ
لأنِّكَ، لا الأسماءُ تكفيكَ مُدَّعىً
ولا الوصفُ، إذْ ندعو وفحواكَ توغلُ
تسرَّبتَ من أقلامِنا واختبأتَ في
مواعدِ كلِّ العاشقينَ ليثملوا
أَفِقْ من دمشقٍ واقتربْ، إنَّ شاعراً
على ضفَّةٍ كوفيةٍ لَمُدَلَّلُ
وطُفْ بِمذاقاتِ المعاني، معانداً
بأنَّك من أطفالِنا تتسللُ
وأنَّكَ وجهٌ كلَّما منهُ أربكوا
سناً، فزَّ وجهٌ بالكلامِ مكللُ
أفقْ أنتَ من قالَ انتميتُ إلى الثرى
وراح الثرى يتلو، وأنت تأولُ
فأرسيتَ في شاطي نضوبكَ قصَّةً
عراقيةً، سردَ البداياتِ تغزلُ
أفِقْ ثم قلْ إنَّ العراقَ سحابةٌ
ومثلَ مزاجِ الشاعراتِ مبللُ
أفِقْ وأجِلْ عينيكَ تغدُ ليالياً
على جُرْفِها ينمو مساءٌ مكحَّلُ
فإنَّكَ من يحدو الندى وهْوَ ضاعنٌ
بهِ لصباحٍ آخِرَ الوقتِ يكمُُلُ






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: