أسماء ولكن قبل حين - مهدي النهيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.


1562 | 0 | 0 | 0




المتنبي مولى الشعراءِ
سواءٌ من راحَ ومن جاءَ حديثاً،
من كتبَ النثرَ عمودياً
أو من كتبَ الشعرَ
على نسَقِ الحُدَّثِ من أهلِ الشعرِ
بلا نظمٍ مكتفياً بالموسيقى الروحيةِ
فيهِ بحسبِ الدعوى
- وأنا معترفٌ بالدَّعوى - ،،
والشيخُ ابنُ الفارضِ
قدَّسَ ربُّ الأسرارِ لهُ أسراراً
عددَ التاءاتِ لديهِ،،
وأبو عثمانَ بسيحانَ
يبيعُ بناتِ الماءِ على البصريينَ
وينتظرُ المجدَ البغداديَّ
ليكتبَ عن أحوالِ بيانِ المُضريينَ،
ويؤنسُهُ أَّنَّ العصرَ العباسيَّ
يضمُّ نقيضينِ بكلِّ مفاصلِهِ،
فكما أنَّ الناسَ تفكرُ في خلقِ القرآنِ
فإنَّ معاشرَ في الجِهةِ الأخرى من هذا الفكرِ
يخوضونَ بكيفيةِ خلقِ الخمرةِ
والشعرِ الخارجِ عن قانونِ الشعرِ العربيِّ،
كما فعلَ الحسنُ بنُ الهانئِ
مذْ قصدَ الكوفةَ
يرمي أن يحظى بالشعرِ
كوالبةَ بنِ الحبّابِ ففاقَ عليهِ فأفتى:
أنْ دعْ لومي فهو الإغراءُ
وهاتِ دوائي كأساً ذابتْ فيهِ الفضةُ
ولتعزفْ كلُّ قيانِ الكلماتِ بلا إثمٍ،،
والحلاجُ المصلوبُ
بتهمةِ ربٍّ مطويٍّ تحتَ القفطانِ يردّدُ:
(سبحانَكَ سبحاني) طولَ الليلِ،
وطرفةُ مرمياً في الصحراءِ
قتيلاً بالشعر
وأطلالُ الحلوةِ خولةَ في عينيهِ تلوحُ،،
وأوراقُ الجرجانيِّ وكاتبُها المشغولُ
بما قالَ العربُ البلغاءُ الأسلافُ،
وصاحبُ تفسيرِ الميزانِ
يفسِّرُ بالقرآنِ الواضحِ
ما استعصى منهُ على الأذهانِ - جزاهُ اللهُ -،،
ومهيارٌ يرثي السيدَ
من أدخلَهُ الإسلامَ المدفونَ ببغدادٍ
مدرسةً للغزلِ الأشهى،
وابنُ العربيِّ شغوفاً بزياراتِ الخضرِ،،
وصوتُ محمدِ صِدِّيقِ المنشاويِّ
يطيرُ بليلي المتوهِّجِ نحو الله،،
على فرقِ مشاربِ ما أذكرُ من أسماءٍ،
أجمعُهمْ يغزونَ الليلَ بأولِهِ
ويولونَ بآخرِهِ
كي تبقى السلطانةُ في قلبي شاعرةً
ليسَ بجانبِها غيرُ الشعرِ
يلملمُ ما يسقطُ من أقدامِ قداستِها
فيصيرُ بها شعراً مكتوباً
أو عرشاً مقلوباً
أو قلباً مسكوباً كالخمرةِ
في شفتيْ هذا الليلِ المتورطِ مثلي
بالسهرِ السكرانْ..
ونزارٌ يجري بأكفِّ النسوانِ
كنهرِ الحناء غزيراً،،
وحبيسُ معرتِهِ الأعمى المبصرُ من دونِ العميانِ
الحاملُ في كفَّيهِ رسالةَ غفرانٍ للشعراءِ
يلوذونَ رجاءَ التوبةِ فيها،،
ومظفرُ أبكى الباكينَ
بهذي الأرضِ الفرحانةِ من لا شيءٍ يفرحُها،،
والسيابُ المقطوفُ من الزمنِ الآخرِ
كي يرتُقَ في باطنِ سيرتِهِ أو سترتِهِ البصريةِ
كلَّ ثقوبِ الأفئدةِ الموبوءةِ بالفقرِ،
وقيسُ المجنونُ بليلاهُ
ونظمِ الأروعِ مما نفثَ الشعرُ العذريُّ،،
ودرويشُ الأكثرُ منهُ جنوناً
ونهوضاً مِ الأرضِ إلى سقفِ سماءٍ عاليةٍ
هو من أسَّسَ فكرةَ أن يتسلّقها الشعراءُ بما اقترفوا،،
وأَدُونيسُ كتاباً مخطوطاً
ما زالَ بلا تحقيقٍ كالمدنِ المدفونةِ تحتَ التاريخِ،
الحبلى بالذهبِ الملكيِّ
حريّاً أن تحرثَهُ الشهواتُ فتُخرِجَ أزماناً منهُ،،
وجلالُ الدينِ الروميُّ
بجبتِهِ المحشوةِ بالجسدِ المستغرقِ بالروحِ
بما يجعلُها تمحو الحاجةَ للقولِ،
إلى أن حقَّقَ ما قالَ فريدُ الدين العطارُ
بأنْ أضرمَ ناراً بهشيمِ العالمِ يا للنارِ،،
ومن غنى في (دجلةَ أمِّ الخيرِ
وأمِّ بساتينِ الكلماتِ فحيَّاها عنْ بعدٍ)،
بلْ أحياها في قلبي الميتِ
كامرأةٍ ينهضُ كلُّ التأريخِ إذا تُلِيتْ شفتاها،
فنراهُ حدائقَ تشبهُ أحزانَ قصائدِهِ الموجوعةِ قرناً،،
والعقلاءُ وأهلُ الشيطانِ جميعاً في رئتي يرمونَ مصائبَهمْ
لكنْ بمجردِ أن أستنشقَ شهوتَها فتضيقَ بهم رئتي،
يمضون بعيداً حتى تمكثَ،
مفردةً وتظلَّ تؤسسُ في رئتي أعماقاً أخرى
أو أحلاماً أخرى أو أبياتاً لا أفهمُ معناها أحياناً
لكنْ أعشقُ فوضى معناها في كلِّ الأحيانْ..
وأنا الغارقُ في فوضاها
من يومِ تصادمِ عينيِّ المطرقتينِ بعينيها
في أولِ بابٍ من أبوابِ النسيانْ..
بَيْنا كنتُ أهيئُ للذاتِ مواويلي،
أوصيتُ الكلماتِ بأنْ تكتبَ شعراً
عن خطراتِ الروحِ لديَّ فحسبُ،
ولا تهتمَّ بغيري
لكنَّ لقاءَ العينين السوداوينِ
أدارَ الدفةَ في حكمِ النِّيَّاتِ
فرحتُ أسطرُ عنها الأشعارَ بلا قصدٍ،
وبغيرِ مجازٍ في نفسِ الوقتِ،
بلاغةُ أشواقي تكمنُ في أني الآنَ اثنانْ..
أنا والعالمُ،
وهو المتجمعُ في هذا الديوانْ..
وكلانا مشغولٌ بحصادِ العددِ الأكبرِ من قمحِ الهَذَيانْ..
لكنْ ما أحصدُهُ،
أزرعُهُ فيما بعدُ حقولاً من قمحٍ
أو أطفالٍ أو أجزاء ملائكةٍ
سيشكلُها من يأتي بعدي،
والعالمُ مشغولٌ بحصادِ الإنسانْ..






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: