أطيلُ هنا أو أغادرُ / لا بدَّ من قلقٍ غامقٍ
كحراسةِ روحي لجسمي
ولا بد من قلقٍ غامضٍ كاللغةْ
وأنا أعتني بتفاصيلِها
مثلما تعتني ناقةٌ بالفصيلِ
ومثلَ دمي عندما كلَّ ليلٍ يجِفُّ
على فرضِ سطرين
من لغطِ القلبِ أو عبثِ الادمغةْ ..
***
لكي أتنفَّسَ مثلَ الرَّبابةِ لا بدَّ من ربِّ أغنيَّةٍ
لا نشازَ بأعماقِهِ ..
***
لأكملَ نقصي / عليَّ ارتكابُ ثُنائيَّةٍ
فأوحِّدُ بينَ العصا والعصافيرِ
بينَ انتمائي إليَّ وبينَ انتمائي إلى المحوِ ،
لا يعتليني سوى ندمي بازغاً كالتذكُّرِ ،
مثلَ الندى تتساقطُ مني القصائدُ ،
شِبْهَ السدى تتوالدُ مني الفجائع
رأسي مخيلةٌ جيدة ..
لاكتشاف الصدى والصداقاتِ
تخرج مثل الندى والندامات من ريبةِ الأوردة ..
ليتَها عُلَّقتْ كالثريَّاتِ أو كُتِبتْ كالرياحْ
ليتَها باغتتني كأغلفةِ الذكريات
إذا قرأتها أغاني الصباحْ ..
ليتَها نوقِشتْ مثلَما نُقِشتْ في انتشاري العميقْ
ليتني رجلٌ لا يماثلُني
علَّني أن أرى ما تخيَّلْتُهُ شاخصاً في الطريقْ ..
***
يُنادونني باسمِهِ دائماً
وأنا نادراً ما أناديهِ باسمي
يرونَ لهُ شبحاً دائماً وأنا
في المرايا أراهُ / ولا شيءَ غيرُ المرايا
فلا طولهُ المتوسطُ فعلاً كما يصفون
ولا شكلُهُ الشاعريُّ الذي يدَّعون
ولا وجهُهُ / ربما شجرٌ لا ثمارَ لهُ ، ناتئٌ في الزوايا ..
***
كم بحثتُ ولم أكتشفْهُ
ولو مثلاً سائراً ، أو فتىً سائراً في كتابْ
قيلَ لي إنني حفنةٌ من نقائضَ لا حفنةٌ من ترابْ ..
***
لا كتابَ يفيضُ على أحدٍ بمياهِ اكتشافي
وشرحِ ضفافي
ووضعِ ملامحَ قادرةٍ أن تدلَّ عليّ
أنا الآنَ منفلتٌ من خطوطِ يدَيّ
أنا الآنَ لستُ أنا
والمنى
لم تبادرْ كما اندلعتْ ها هنا
كلُّ قافيةٍ حطبٌ في ضلوعي
فلا صوتَ إلا إذا لم يكنْ قصباً لاحتراقِ البلادْ
ولا شعرَ إلا إذا لم يكنْ سوسنا
ولا عمْرَ إلا الرمادْ
***
بدايةُ كلِّ محاولةٍ للفناء.
فكرةٌ : كيفَ شكَّلتِ البذرةُ الأوَّليَّةُ أجزاءَها
كي تكونَ كنايتَنا ، أو تُسمَّى سماءْ
حكايةُ كلِّ مزاولةٍ في المرورْ
فكرةٌ : كيفَ ظلَِّتْ قصائدُ آبائِنا
طينةً جِدَّ باردةٍ في ضلوعِ السطورْ
محطةُ كلِّ مفارقةٍ ، أنْ على أيِّ حبلٍ
ستنشرُنا المهزلةْ
فنحنُ ثيابُ المفارقةِ المخجلة ..