أعلني العطر ريحا - مهدي النهيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1978-) وكما يدلُّ اسمه، فهو نهير شعرٍ عربيٍّ.


1904 | 0 | 0 | 0




أربكي العطرَ في جسدِ الوردِ،
خَلّيهِ يصهلُ كي يستريحَ إذا ما اطمأنَّ،
إلى راحةٍ في يديكِ،
استفزي الندى ضاحكاً في شحوبِ الحياةِ،
أطيلي المدى كي يؤكدَ أكثرَ أنَّ الهطولَ
عناوينُ من لا تحبُّ البلادُ عناوينَهُ،
واقرئي الوقتَ مثلَ الجريدةِ
واستنطقي مفرداتِ الغيابِ
لكي تملئيها،
وسيري كمثلِ الأميرةِ
في بلدٍ ما بهِ أمراءٌ سوى أمراءِ الكلامِ،
فقولي إذاً كي تكوني الأميرةَ،
قولي كثيراً
وحوزي البلادَ جميعاً
ولا تصمتي
خوفَ أن يتكسَّرَ جلدُ البلادِ التي قلتِها
ثمَّ أقسمتِ: إنّكَ من قلتَها..
أضيئي ابتساماتِكِ الفارهاتِ بيوتاً،
ففي شرفاتِ الشفاهِ التي تُشرعينَ
أمانٌ كثيرٌ أحنُّ إليهِ،
أمانٌ أخبئُ أشواقَ روحي إليهِ بروحي،
ولكنَّهُ يتسرَّبُ حيناً
ويظهرُ مثلَ الحمائمِ سرباً يطيرُ
ويرجعُ لا يطمأنُّ لأعشاشهِ خارجَ الروحِ،
إنَّ الشجيراتِ خارجَها حلوةٌ
غيرَ أنَّ البساتينَ تكرهُ أن تتثاءبَ صبحاً
فتبصرَ أشجارَها حُرَّةً
والحَمامَ على كتفَيْها يُنَقِّرُ أوراقَها،
أعلني العطرَ ريحاً نزجُّ مواويلَنا
في مطاراتِهِ كي نُحَلِّقَ فوقَ المذاقِ الرتيبِ
وننسلَّ من حلمِنا للحقيقةِ
باسمِكِ يا عطريَ المشتَهى..
لا حقيقةُ أنَّكِ ساهمةٌ في الغيابِ،
وحاضرةٌ في جُمَلٍ قلتُها الآنَ،
لكنْ حقيقةُ أنَّكِ أصبحتِ أنِّي،
وأنِّي تماهيتُ في كونِ أنَّكِ أني
وأني انتهيتُ إليكِ بلا أن تكوني
نهايتيَ الأبديةَ أو أن أكونَ نهايتَكَ الأبديةَ
لكنَّما الأمرُ ما بينَ بينَ،
(وأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى)..








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)