لوّح إلى الأثداء - حازم التميمي | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقي (1969-) يعتبر من أهم تجارب الشعر العراقي المعاصر


6656 | 5 | 1 | 3



ما نجمةٌ في منزل الشعراء..
كانت ورائي قبل كون ورائي..

أسكرت فيها الضوء لو قديسةٌ
لترنحت من خمرة الأضواء..

ردناي منديلُ الغياب حشاشتي
جسر الرحيل إلى الضفاف النائي..

حشدٌ من الأسماء، حفنة حكمة
نُثرتْ عليها حفنةُ الأسماء..

قارورة الشجن العتيق حكاية
كانت لأمي عن هوى الآباء..

حيث الصرائف جنة مفتوحة
عرشٌ يهدهده هديلُ الماء..

والخبزة السمراء وجه قصيدة
منحوتة من إصبع الحناء..

والليل ألثغ ثاؤه في سينه
غنجاً أتعرف طعم حرف الثاء؟..

والكركرات رفيف هدب ساهر
في مقلة جنية وطفاءِ..

كنا صغارا ما انتظرنا هدهداً
يأتي من المجهول بالأنباءِ..

نعدو بأسمال الحروف وخلفنا
يعدو السحاب شريطة الإغماء..

لم تعرف الريح التي بجيوبنا
إلا صليل دعابل زرقاء..

لا صاحبٌ إلا الفرات ولا يد
تمتد إلا خشية الغرباء..

كم مارد ختمت عليه قلوبنا
ما انفض إلا ليلة الإسراء..

كلٌّ سليمان بردةِ طرفه
يأتي بعرش التمر للفقراء..

أنا آخر الباقين خلف رحيلهم
روحا بأوراق الهوى الخضراء..

أخفيت عن وطن أذاب شموعه
ببرودة الناطور والخفراء..

سعفي فوانيسٌ، وجذعي سلمٌ
والصاعدون تعلقوا بلحائي..

جوعي جلالي، صولجان أصابعي
قدسيةٌ منقوشةٌ بلوائي..

بردي سلام النار لحظة خوطبت:
يا نار كوني آية استصفاء..

إذ استعيد الفجر، إذ أغري به
الظلماء، إذ تمشي على استحياء..

هشت عصاي الغيم، لم تعرف يدي
أني هششت القطر عن أبنائي..

كشفت آلاف القبور، نزعتها
من موتها وسترتها بردائي..

أدمنت خاء خرائبي فتناسلت
خاء الخرائط في إناء الرائي..

حتى م تلتقط الشموع حمامة
لتميت في وهج القلوع ولائي..

سدوا أمام الريح شرفة أضلعي
كي تستريح من الهطول دمائي..

لن تستطيعوا فك أحجيتي أنا
عرق العراق ينطّ من أحشائي..

عندي من الحسناء حاء بريدها
وكذا سناء الحسن في الحسناء..

وخرافة الألوان تحت عباءتي
مطوية سوداء في بيضاء..

خلّفت من زغب الحواصل طفلةً
منها، إليها، عندها خيلائي..

لن يبرد الجمر الذي في خافقي
ما دام موالي على الجوزاء..

فالليل والبيداء بعض معارفي،
والسيف والقرطاس من أشيائي..

وأنام ملءَ الجفن، حيث شواردي
نهب لكل قصيدة عصماء..

ولأنني رئة الزمان، تزاحمت
كل الرئات على اغتيال هوائي..

لوّح إلى الأثداء، كل مدينة
في جرحنا أمٌ بلا أثداء..

أطلق عصافيري، مللت وقوفها
عند احتفال الخرقة السوداء..

زدني سماءً كل أفقي مظلم
وقصيدتي أفق بغير سماء..

أشرب تقهقر أحرفي مسكوبة
زهرات عمري في كئيب إنائي

أنا نقطة الباء التي ما طوّفت
إلا، لتبقى نقطة في باء





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)