شاعر عراقيٌّ (1964-) وطبيبٌ في اختصاص الأنف والأذن والحنجرة. وقاصٌّ أيضاً.
2505 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "صور ليست فوتوغرافية لمدن عربية
" لـ "وليد الصراف"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "صور ليست فوتوغرافية لمدن عربية
" لـ "وليد الصراف"
صور ليست فوتوغرافية لمدن عربية
0
مشاركة القصيدة
الخمر في لحظها والماء في القربِ
وأنت ظمآنُ حد الموت فاقتربِ
قد طوّقتكَ ذراعاها فأوصدتا
كلَّ الدروب التي تفضي إلى الهربِ
شهباء لا بُدَّ قد مرت بخاطره
لما دعا الشهب شهباً والد الشهبِ
غيم بلا سببٍ يبكي وريح صبا
تجري فتضحك إذ تجري بلا سببِ
أنى التفت وجدت الماء يتبعني
والورد يرسل وفد العطر يلحق بي
ومن زحام غصونٍ في حدائقها
تأتي نسائمها لهثى من التعبِ
وحورها وعليهنّ الحرير وقد
قدمن من كل بيت طاهر النسبِ
جمّ الندى يتلقى من يمر به
سياجه بتحيّاتٍ من العنبِ
حتى سألت أفي أرضٍ حللت أنا
أم جنة لم ترد من قبل في الكتبِ
هذي مساجدها إن ضاع قاصدها
أيدٌ تشير إلى الإسلام والعربِ
كانّني أبصر الخيلَ العتاقَ مضت
منها إلى نصرة المسلوب لا السلبِ
وأسمع المتنبي الآن ينشدها
)يا أختَ خيرِ أخٍ يا بنتَ خيرِ أبِ(
إن لم تكوني لأرض الشام عاصمةً
فأنتِ عاصمةٌ للشعر والأدبِ
لو حدّقت لحظةً عينٌ بها لرأت
في لحظةٍ كل ما قد فات من حقبِ
فقل إلى الخلد آتٍ حين تقصدها
ولا تقل إنني آتٍ إلى حلبِ
//بغداد//
كشمس قبل مشرقها تغيبُ
تناديها الديوك ولا تجيبُ
أشاكسُ نخلَها فتشيح عني
ونهريها وليست تستجيبُ
كما انطفأت وذابت دون صوتٍ
بليلٍ شمعةٌ كانت تذوبُ
أبغدادُ المريضة أم سواها
على قسماتها هذا الشحوبُ
يداهِمُ بيتَها المهجورَ لصٌّ
علانيةً ويدخله غريبُ
وما في بيتها خبزٌ لضيفٍ
ولافيه لصبيتها حليبُ
يخيّمُ فوق شرفتها ظلامٌ
وحول سريرها يعلو نحيبُ
تئنُّ على السرير مضت عليها
به ألفٌ وما وصل الطبيبُ
فيا بغدادُ يا بغدادُ إني
أحنّ كما يحنّ العندليبُ
أذوبُ هوىً ومن في الناس يبدو
له نهرُ الفراتِ ولا يذوبُ
إذا أرسلت للشطآنِ لحناً
يقاطعني الرصاصُ أو النعيبُ
//بغداد من زاوية أخرى//
على رغم التفرق والشتاتِ
زمان الوصل يا بغداد آتِ
عرفتك منذ كان الورد غضاً
وكانت كالبراعم أمنياتي
أنا علّمت حتى الماء بوحاً
خرير الماء إحدى معجزاتي
فقل للشاربين الخمر إني
سأسكر بالسنين الذاهبات
بروحي حين أصغي نبع خمر
فمالي بالكؤوس وبالسقاة
أنا مهما ابتعدت فلست أنسى
بأني من هنا بدأت حياتي
وسارت من هنا شرقا وغربا
لتدخل كل بيت أغنياتي
وما أرض من الذهب المصفّى
تعادل في ثراها ذكرياتي
ولا نهران من لبن وخمر
تروّيني كدجلة والفراتِ
//شنقيط//
لما أتتنا أيا شنقيطُ دعواكِ
سعيا على الرأس لا الأقدام جئناكِ
من مشرق الشمس سابقنا الرياح إلى
أقصى مغاربها حتى وصلناكِ
مذ قصَّ عطرٌ على قلبٍ حكايته
درب البنفسج محفوفٌ بأشواكِ
من كان يجمع والبيداء شاسعة
ابن الفرات ببنت النيل لولاكِ
إن العروبةَ لفظٌ ملَّ في دمنا
معناه فانقاد طوعاً نحو معناكِ
//الموصل//
سرينا طوينا المدى المقفرا
وحين تبدت حمدنا السرى
وصلنا ولا قمرٌ في السماء
مشارف سهل بدا مقمرا
دلفنا إليها وطأنا الثريا
ونحن نظن وطأنا الثرى
أعشبا على ضفتي نهرها
أرى أم أرى ذهبا أخضرا
وهذا الذي مرّ مستعجلا
أدجلة أم حلم في الكرى
كلمح من البرق ألقى السلام
علينا فقلنا اتئد فجرى
وقال تأخرت في خدرها
ولي مدنٌ بعدها وقرى
أدجلة أم ريقُ فاتنةٍ
تُبدِّلُ علقَمنا سكّرا
تتيه بأنجمها كالعروس
قد ارتدت الماس والجوهرا
بدت والدجى قد سجا كاتماً
بساتينها والشذا أخبرا
كفاتنة بانتظار حبيبٍ
له تضع المسك والعنبرا
أليلٌ سجا أم خمارُ فتاةٍ؟
إذا سفرت للضحى كبّرا
أنا ذلك الطفل يا نينوى
إذا أقبل العمر أو أدبرا
تجاعيدُ وجهي تشهد زورا
عليّ وشيبي عليّ افترى
تسير سنيني بي للأمام
وذاكرتي ترجع القهقرى
//الموصل//
//التقطت من زاوية أخرى//
ليست ديارا وإن كانت لأدخلها
ولا طلولا وإن بانت لاسألها
وليست امرأة لا بل هي امرأة
الورد عطّرها والليل كحّلها
وقبّتا صدرها في الليل أذّنتا
ليُهرع القلب من أقصى الجليد لها
لي موصلي دوحة في الأرض تكنفني
إذا أضاعت صغار الطير موصلها
لها عليّ وقد حلّ الخريف كما
قد دلّلتني طفلاً أن أدلّلها
هممت إذ همست قبّل وبي وله
زادته إذ ضيّقت أحداقها ولها
ماذا أقبّل ليست قربي امرأة
لكن جهنم لي الرحمن أشعلَها
بل جنّة الخلد للعينين أشرعها
ودون ثغري والكفين أقفلَها
نهر من الخمر يجري لو رأته وما
ذاقته أو لامسته الريح أثملَها
ريح بها هلكت عاد بما فعلت
إلى مدائن روحي الله أرسلها
تقدَّم الورد في جيش العبير لإلى
روحي ليبدي لها في الليل مقتلَها
ظلّ قديم يزور القلب، دوحته
محطوبةٌ.. غيمة تستل مغزلها
نسج من العشب يكسو ضفة كشفت
عن ساقها فدنا موج وبلّلها
كرمٌ، قطوفٌ دنت من كف ذاكرة
أسرابُ طير تؤم الآن جدولها
دار يزور غريبا.. صمت مئذنة..
نسائم ضيَّعت في الليل منزلها
عباءة الام ..صوت الريح .. أغنية
ما زدت علما بها إلا لأجهلها
غابات ذاكرة في ثغرها اختبأت
لم يدر آخرها من جاز أوّلها
ماذا أقبّل ثغري واحد وأنا
أحتاج خمسين ثغرا كي أقبّلها
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)