مسافر - وليد الصراف | القصيدة.كوم

شاعر عراقيٌّ (1964-) وطبيبٌ في اختصاص الأنف والأذن والحنجرة. وقاصٌّ أيضاً.


2551 | 0 | 0 | 0




قد أقطع البرّ لا سعياً إلى الثمرِ
وأركب البحر لا بحثاً عن الدررِ

لكنّها خطة ويلمّ قابلها
ظلامها أوعد السارين بالعثر

ويلمّه راجل العينين ليلتها
بلا جواد الكرى يسري إلى السحر

يرتاد أضرحة مجهولة بُعثت
أرواح من دُفنوا فيها إلى سقر

تزورها الريح والأشباح تسكنها
والجنّ عن أهلها يأتيه بالخبر

يرى ويسمع مالو أدركت ذهلت
أذن عن السمع أو عين عن البصر
***

مسافر نحو ليلاي التي كمنت
لخافقي في ذبول العشب والزهر

وفي شرود غمامات يؤرّقها
أن سوف يرغمها برق على المطر

وفي خطى الموت من شك ومن كمد
تقفو خطى امرأة تقفو خطى ذكر

وفي ضحى شمسه غابت فأطلعها
من ريشة ضربت لحناً على وتر

على ليال عليه أسدلت سدفاً
وغيّبته من النسيان في حفر

في كلّ مافات أو ما مات مندثراً
على امتداد مفازات من العُصُر

تمتدّ من آدم إذ قال ذات دجى
همساً لحوّاء، يا أحلى من القمر

في ليلة لم يكن في الأرض غيرهما
فكان من بعدها ماكان من بَشَر
***

مسافر هربت خوف الضحى شهبي
وغاب بين غمامات الأسى قمري

وأسفر الليل عن قوس توعّدُني
بأنّها سوف ينهي سهمها سفري

وأنه مدركي إن كنتُ مستتراً
لدى قبيل الكرى أو طاوياً سهري

وأنه مطعمٌ وحش الفلا جسدي
والدود ماعاف من عظم به نخر

وأنه ليس يجدي دونه حذر
إذا اتخذتُ مجنّاً دونه حذري
***

مسافر ترصد الأيّامُ قافلتي
وترسل الريحَ من شكي ومن فكري

ويبرز الدهر لي قفراً شكت مقلي
من طوله، وشكا عمري من القصر

وحدّثتني نجومي أنّها خبأت
وراءه لي كنوز البدو والحضر

وها أنا دون مهر في غياهبه
أسري وموتي وراء الأفق منتظري

مستيقناً أنني لا بدّ أقطعه
وقد تركتُ على أحقابه أثري








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)