عيون كأنّ الدهر ضاق بصبره
وضاحٌ لمن يرنو إليها بسرّهِ

كأنّ الظلام الخبّأته من الضحى
جميع ليالي الدهر حلّت بأمره

ومن سوء حظّي أنني قد لمحته
فطوّقني وهو السجين بسحره

فأدركتُ أنّي ميّت بعد لحظة
ومن لم يمت بالموت مات بغيره
***

وعيون تخفي ظلاماً بريئاً
لم يعاشر نجماً ويخلُ ببدرِ

عن ديوك قد عيّنتها عيوناً
راصداتٍ مكانه شمسُ فجر

حالكاً تشرد القوافل فيه
وتحار الأنهار من أين تجري

فاتحاً يطعن العصور ويرمي
بقبور الذكرى وقائع دهر

لم يزل يفتح الأقاليم حتى
وصلت خيله إلى أرض عمري
***

هل تذّكرت يا حبيبيَ نهراً
حضنته ولم تنم ضفّتاهُ

قد جلسنا إزاءه ذات ليل
ارتدت كلّ ما لديها سماهُ

وسمعنا غطيطه وهو غافٍ
حالم حلمه الذي لا نراه

هل تذكّرت قبلتي كيف كانت
نفقاً بين روحنا ورؤاه

منه أسرى إلى هواه هوانا
وأتى قاصداً هوانا هواه
***

شفتاكِ المتاه إني ضليل
ما وجدتُ السبيل لولا متاهكْ

آه من آهيَ التي سبقتني
عندما نادت السماوات آهك

أنا قبر في زيّ لحم وعظم
بعثته إلى الجنان شفاهك