الحديث الأخير لزرقاء اليمامة - وليد الصراف | القصيدة.كوم

شاعر عراقيٌّ (1964-) وطبيبٌ في اختصاص الأنف والأذن والحنجرة. وقاصٌّ أيضاً.


2551 | 0 | 0 | 0



أرى أفقكم منذرا بالخطر..
إليكم أرى الآن يمشي الشجر..
أرى –من مكانيَ- سبع سنين عجاف
كما مرّ سيف عليكم تمرّ..
تدوس السنابك فيها السنابل والريح تستاق سرب الغيوم سبايا
بأمر الطوى والظما
أرى بل
رأيت المطر..
جرادا على الزرع والطرقات انهمر..
إذا مازج الخمر غسلين تمسي
وإن بلّل الروض تغدو
كطلع الشياطين أغصانه والثمر..
رأيت إلى الليل منذ سنين على بابكم ينتظر..
صباحا مضى وانقضى والقمر
تملّص من وعده واختفى كالسحر
تميط النجوم لثام اللجين وتسفرعن ألف ذئب يفوه فتُسمع منه الرعود ويرنو فيبرق منه الشرر
رأيت الى نسوة في الظلام يزغردن حول المهود ويعولن حول اللحود وبين المهود وبين اللحود يسود السكون فلاصوت الاصدى السوط اوصرخة تتخافت أو خزف ينكسر
رأيت الى وجه أبرهة قادما والذين يؤمّونكم في الصلاة الدليل, رأيت الى الفيل يمشي اليكم ومامن طيور أبابيل مامن حجارة سجيل, للنخل رب ولكنه ليس يحميه ان نام حاميه في ظل أعذاقه عن مطامع سرّاقه واستتر
رأيت الذبائح تنحر تحت خطى من أحلّ المذابح والشوك يأرج مثل البنفسج ..للعاهرات الفراش وللطفل بعد المخاض الحجر
وكأنّي رأيت النسائم تكظم غيظ الرياح التي أهلكت عاد يوما كأنّي سمعت الى دجلة والفرات يقول خريرهما غير مايضمران ففي كل قطرةماء حنين لطوفان نوح ... ولا فلك ,من سوف يعصمه جبل سوف تأخذه صيحة أو ستدركه الريح والريح لاتستريح من العصف حتى تحيلكمو أثرا بعد عين وتمحو الاثر
ولست أرى الروم
لست أرى الفرس
لست أرى تترا قادمين
فتحت جلودكمو اليوم يكمن جيش التتر..
سيخرج من دوركم وشوارعكم
ومزارعكم ومصانعكم وجوامعكم وكنائسكم
ومدارسكم ومنابركم ومحابركم
ويأتي على زرعكم والضروع
ويلقي بآثاركم في النهر
لأقسم أني رأيتكمو في الظلام
تفرّون منكم ولات مفر..
وأقسم أني سمعت إلى الصور
وهو يبعثر ما في القصور
ويستاق من في القبور لكي يخلدوا في سقر..
فتزكمها ريحهم من بعيد
فتوصد أبوابها دونهم ووديانها عنهم تعتذر..






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: