قميص لزليخا - وليد الصراف | القصيدة.كوم

شاعر عراقيٌّ (1964-) وطبيبٌ في اختصاص الأنف والأذن والحنجرة. وقاصٌّ أيضاً.


10498 | 0 | 0 | 5




حدّقتَ بي، يالسحر الأعين النُجُلِ
كأنَّما الدهر لا عيناك ينظر لي

قد أوضح البرق من عينيك لي مدناً
أجنّها الليل في روحي من الأزلِ
***

يا من سكنت بوادي الشكّ معتزلاً
ما في مدى العشق من سهلٍ ومن جبلِ

تكلُّ عن جبلٍ كي لا تزلَّ به
وقد يزلُّ الفتى خوفاً من الزللِ

هلا تذكّرت إذ طار الغرام بنا
من وهدة الهمس حتى ربوة القبلِ

وراح يلقي علينا الليل بردته
والنجم يحرس ظلّينا على وجلِ

وجاءت الريح لهثى فرط ما ركضت
سعياً لأنفاسنا من أبعد السبلِ

وأقبل البحر من أقصى سواحله
واندسّ في ريقنا يسعى إلى البللِ

وأسرع الدهر يغشى كهف لحظتنا
كأنّه لم يجد مأوى من الأزلِ

وراح ما دار في الأحقاب أجمعها
يدور أجمعه فيها على عجلِ

وانساب همسك عند اللثم يفعل بي
ما الخمر تفعله بالشارب الثملِ

فصرتُ كلَّ نساء الدهر في امرأةٍ
وصرتَ كلَّ رجال الأرض في رجلِ
***

وحين آنستَ ناراً رحتَ تتبعها
دوني وتعذلني فيها على كسلي

فضعتَ مني بوادٍ غير ذي ولهٍ
ألم أقل لك لا تذهبْ؟ ألم أقلِ؟!

أرسلتُ نحوك حين ارتبت بي رسلاً
ليوضحوا ما جرى فارتبت في رسلي

ورحتَ تلقي على شباك ذاكرتي
حصى الكلام وترمي الشوك في سبلي

ورحتَ تهدم مجنوناً بلا سببٍ
جدران بيتي وتبني عالياً طللي

وتطلق السهم مسموماً على عجل ٍ
لكي يموت به قلبي على مهلِ

وما أصختَ لحرف مات في شفتي
ولا انتبهتَ لدمعٍ رفّ في مقلي

ولا سألتَ قميصي وهو مؤتمنٌ
أقُدّ من دبرٍ أم قُدّ من قبلِ

وقلتَ مالكِ بعد اللومِ صامتةً
بل قد نطقتُ وكانت أدمعي جملي

وما لوجهكِ لا يحمرُّ من خجلٍ
وهل تركتَ دماً في الوجه للخجلِ؟

سجنتني تاركاً إيّاي في جسدي
أدقّ قضبان أضلاعي بلا أملِ

ومثلما يكره المطعونُ طعنته
أصبحتُ أكره فيه موضع القبلِ




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: