شاعرٌ عراقيٌّ (1988-) له لغتُه الخاصة. وحائزٌ على العديد من الجوائز العربية في الشعر.
2003 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "حياة طبيعية في مقبرة القيامة
" لـ "خالد الحسن"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "حياة طبيعية في مقبرة القيامة
" لـ "خالد الحسن"
حياة طبيعية في مقبرة القيامة
0
مشاركة القصيدة
ما بين مقبرتين كنا نلتقي حتى نكون
ونحن كنا شاردين من الحقيقة في طريق الوهم
كنا هاربين إلى مقاهٍ في الخرابِ
وقد يكونُ الموتُ صاحبنا الأخير
كنا نزفُ بشائرَ الحزنِ القريبِ إلى دموعٍ ترتدي ثوبَ الأغاني
كنا نسيرُ إلى أماكنِ موتنا
هذي المقاهي ترتوي من شمعِنا المنفي في بلدِ الظلام
وتجرُ أعمدةَ الدخانِ إلى طيورِ صباحنا
تلكَ المقاهي تأكلُ الأعمارَ منا خلسةً
قلنا سنكتبُ في زمانِ الريحِ شعراً ميتاً
كنا سنصعدُ من أعالي الجرحِ كي نزنَ المسافةَ بين
موتٍ و الولادةْ
والشعرُ هاجسنا ألإلهي الذي
لا يكتفي بقصيدةٍ شرقيةٍ قد ترتدي شالَ السماء
لا يكتفي بقصيدةٍ غربيةٍ لا ترتدي إلا اسمها
كنا نمارسُ خوفنا من كلِّ شيء
كان التسكعُ هاجساً بين الشوارع والقبورِ لكي نرى الغيبَ الكبيرَ على التوحدِ
فجأة الموتُ اقرب ثم اقرب في المدائن والقرى
وهناك من بوابة الأمواتِ
كنا ننظرُ
كان الزمانُ ممزقاً
كنا بشكلٍ هندسي كالمربعِ دائماً
وتجمعتْ في قلبنا الدنيا ونامتْ حول نارِ الحزنِ تنتظرُ العشاء
وتجمعتْ كلُّ المقابرِ بانتظارِ دمي المقدس كي يسيلَ على الورق
قبر أول
ها أنتَ تَذكُر يا أخي ما قد كتبنا في مقاهِ الحزن
تَذكُر كيف كونّا النساء وقبلة الشفتين
تَذكُر كلَّ أيامِ التسكعِ فوق دمعاتِ الكمانِ
ونحن نبكي من بكاءِ الياسمين
يا أيها المنفي في بلدٍ يُقدمُ للمقاصلِ كل يوم
مازلت تنفثُ من دخانِ سجارةِ ألـــــ (pine) الرديئةِ كلَّ عمرِ النازفين
وتقدم القبلات للضيفِ الذي قد لا يزوركْ
قبر ثان
للآن يحترق الزمان بكأس حزنٍ
أنت تمتهن السكوت
تراقص الأشجارَ في حضن الشوارع
بعد رشفِك ذلك الكأس البدائي الذي قد راودك
مازلت تأكلُكَ الأغاني
وأنتَ تعشقُ (ساهراً)
يا ليته يدري بأنكَ ساهرٌ
كي يستعيدَ هناك طقس الملحمة
ودمشق تعرفها فقد كشفتْ مفاتنها
وقالت:_هيت لك
فدمشقُ عاشقةٌ ويبدأُ عشقها من دالِها حتى سكونِ القافِ في ليلِ المدينة
يا أيها ألغيمي يا ابن الياسمين
كيف حال حمائمك
وكيف حال سجائرك
الموت آتٍ والسجائر تحرقُ الصوت الأخير
إني كمصباح الطريق صديقتي'*
قبر ثالث
ها أنتَ تسكنُ في الخيالِ
وأنتَ تُشعِلُ شمعَ شعرِك في ليالِ الموتِ شعراً عاطفياً
ثم تمسحُ رأسَ أيتامِ الغيوم الخائفة
و تنامُ بين يديكَ ارضٌ أمنةْ
ها أنتَ تستسقي نبوءات الأغاني في غروبِ الوحي
في طرقٍ تنامُ على خطوطِ يديكَ
توقظها لترحلَ نحو شمسِ الآه كي نبكي عليها
وأنتَ دمعٌ كان يجري في المنافي الحائرة
وهناك تُعلن إن دمعَك انهرٌ
وبأن مسوداتك البيضاء من سعفِ العراق
قبرٌ أخير
يا أيها المقتول في زمن الحياة
انظر لنفسِكَ لحظة إني أراك تعبتَ من طولِ الوقوفِ على مكانِ القبرِ
ثم انظر لغيرك ساعة كي تستعيدَ تجاربَ الحبِ القتيلِ من الخرابِ
يا أيها المنفي في ورقِ الدفاترِ والحروف
هيا لتبحثَ عن مكانٍ في محطاتِ الغياب
هيا لتمسحَ دمعَ هذا الموت بعد الاعتذار
أنا اعتذرْ
يا سيدي الحزن الغريب
إليكَ يستسقي دمي المنفي في باحاتِ عزرائيل
إني اعتذر
يا سيدي الغيب القوي على إرادتنا هنالك في التجلي دائماً
احتاجُ موتاً شاعرياً
يقتفي صوتَ الكمنجاتِ الحزينةِ في ليالي الحب
احتاجُ الممات
احتاجُ كابوساً حقيقياً
لأعرفَ أن كلَّ حياتنا
كانت
ككابوسِ المنامِ
الهامش
هذي القصيدة تنتهي بمماتنا
والغيبُ يعرفُ كيفَ عشناها هنالك ميتين
فهل سنبقى ميتين هناك في رحمِ القيامة ؟؟؟
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)