قمرُ الصعيد - خالد الحسن | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1988-) له لغتُه الخاصة. وحائزٌ على العديد من الجوائز العربية في الشعر.


2675 | 0 | 0 | 0



إلقاء: خالد الحسن


( إلى الأسمرِ الشاهقِ أمل دنقل )

من دهشة الماءِ
سرُ الطينِ يَذْرُفُهُ دمعاً قديماً
و في مرفاه يَكْشِفُهُ

هو السماويُّ،
جرفُ الليلِ رتلَهُ بنَبرةِ الضوءِ
حتى فاضَ مُصْحَفُهُ

يقينُهُ
أن في ( يعقوبَ ) سنبلةً أرادَها
فاستباحَ الحلمَ يُوْسُفُهُ

أنثاهُ مرتْ كبوحٍ حائرٍ
و لهُ حبرٌ تَشهى
و ثغرُ السطرِ يَرْشُفُهُ

لهُ حديقةُ حُلمٍ،
دربُهُا أملٌ يراودُ الثمرَ العالي
و يَقْطِفُهُ

طفولةٌ هــزَها جذعٌ لنخلتِهِ
فاسّاقطتْ من أعالي الغيبِ أَحْرُفُهُ

الطفلُ يكبرُ،
شيخُ النيلِ صادفَهُ
فظَلَّ يُنكرُ حتى قالَ : أعْرِفُهُ

يُلقي على الدربِ عمرَ الماءِ
تَذكرُهُ ملامحُ الطينِ
إذ كانتْ تُزَخْرِفُهُ

لا ( لن يصالحَ )
ما زالتْ قصيدتُهُ
جرحاً نبيلاً على الأوراقِ تَـنْزِفُهُ

و كان يجري بعيداً،
تلك لافتةُ الـمنفى
تشيرُ إلى المقهى فَتُوْقِفُهُ

هو ( الجنوبيُّ )،
( زرقاءُ اليمامةِ ) قد صارتْ ( صعيديةً )
بالْلَحظِ تَخْطَفُهُ

يجيءُ
معناهُ من أنثى تعيشُ على يديه دهراً
و ما زالتْ تُفَلْسِفُهُ

يَجرُهُ حقلُ شعرٍ
جاءَ من لغةٍ غيبيةٍ
و سيولُ الحزنِ تَجْرُفُهُ

كأنه قصةٌ للطينِ،
يكـــتبُهُ حرفُ السماءِ
و كفُ الماءِ تَحْذِفُهُ

و قلبُهُ قمرٌ
في قريةٍ تعبتْ حزناً
و طفلٌ إذا ما جاعَ يَخْسِفُهُ

يمضي إلى الحلمِ
غصناً يافعاً و بهِ ألفُ انكسارٍ
و ريحُ الشعرِ تَعْصِفُهُ

بهِ
تــــواعـــدَ مــــوالٌ و أغنيةٌ
و كلما جاءَها الموالُ تُخْلِفُهُ

فكُسّرَ اللحنُ
موسيقاهُ أرملةٌ
و ظِلها لم يزلْ يهذي و يَعْزِفُهُ

توقفَ الآن شمساً في الحياةِ
و كم يحاولُ الموتُ
لكن ليس يَكْسِفُهُ

يعودُ
للجرفِ و الماءِ اللَّذَيْنِ هما طفلاه
ثم عيونُ الأرضِ تَذْرِفُهُ








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)