من قال أن المطر أنثى ؟
المطر أنثى في البادية ، يخرج إليه الأطفال حفاةً باسطي الكفين ..
من العيب أن تنتعل في حضرة المطر !
يهطل المطر في وطني .. فيرسم كل السعادة على الرعاة .. تبدأ الألحان .. يكتب الشعراء القصائد .. تجدل الفتيات الضفائر .. تولد قصائد حب في قلوب العاشقين .. يكبر الضرع فيشتاق إلى أصابع سيده .. يتبختر البعير الأسود .. يزبد .. ويتنقل بين الإناث بلا حياء .. إنه المطر .. رحم الحياة !
في المدن الكبيرة : المطر ضيف ثقيل الوجه والملامح .. يهربون منه إلى أقرب سقف .. ينتعلون أحذيةً طويلةً حد الركب .. يسرعون إلى المظلات خوف قدومه بلا موعد .. ينظرون إليه من النوافذ بخوف ووجل .. يسألونه الرحيل ويسألهم المقام .
لكنه ينتصر في النهاية .. يركد في الشوارع فيجلب لهم البعوض .. يتفل على زجاج السيارات .. يغضب من تجاهلهم فيجتمع ويتكور ليصبح كالبرد .. ثم يقصفهم وسط الشوارع .. يوقف السير .. يسخر من الطائرات حتى يغطي ببياضه مدرج المطار ويصرخ فيهم ماداً لسانه الأبيض وسط سواد القار :
السماء لي .. والأرض لي .. ابقوا قليلاً أيها الجبناء ..
فأنا .. سيدكم المطر
!