وقوفًا على الطلل - أحمد زيدان | القصيدة.كوم

شاعر مصري (2001-)


131 | 5 | 0 | 0



ها أنتَ تسقطُ مثل الليلِ في الأفقِ
ولا تزالُ تجافي أعينَ الطرقِ

للِه سيركَ من وادٍ إلى جبلٍ
وكيف يهنئ نومًا كلُّ ذي أرقِ

أفقتَ حين رأيتَ الدمّ منسكبًا على الرمالِ
وسالتْ جبهةُ القلقِ

فقلتَ: يا قوم هلّا تنصرونَ أخًا
لم يعرف الموجَ إلا ساعةَ الغرقِ!

قد كانَ في بيتِ خمّارٍ
يضاحكُ كأسَه
ويلهو بها في كلِّ مفترقِ

لم يفهم الخوفَ
لكن جاءه نبأٌ عنِ الدِّما
وعنِ القُطّاعِ في الطرقِ

فقامَ يرنو إلى المرآةِ منطفئًا
وراودَ الدمعُ قلبًا تائهًا ونقي

"اليوم خمرٌ" فهاتِ الكأسَ نملؤها
عسى مصائبنا تدنو ولم نفقِ!

اليوم موعدنا يا صاحبي
وغدًا سنأخذُ الثأرَ من ساقٍ إلى عنقِ

وجاءك الغدُ لا ما كنتَ تحسبه
لكنْ بجيشٍ منَ الخذلانِ منسحقِ

فيا امرأَ القيسِ نمْ لا تنتظرْ أحدًا
ولتبكِ وحدكَ مُلكًا ضاعَ في الغسقِ

يا سيّد الشعرِ مَن للشعر بعدك؟
فاملأ الكؤوسَ..
وجُدْ بالشعرِ..
واندلقِ

يا وحدكَ الآنَ والنجماتُ مطفأةٌ
وعينُ فاطمَ فجرٌ غيرُ منبثقِ!

من لي بخيلكَ حين الخطبُ داهمني
من لي بسيفكَ ما أبقيتَه وبقي

لقد سموتَ إلى قلبٍ وثقتَ به
ماذا يفيدكَ قلبٌ بعدُ لم يثقِ

يجري حصانُكَ والخذلانُ سابقُه
كدمعةِ العينِ غطّتْ أسودَ الحدقِ

يا كم بكيتَ على الأطلالِ
،لا أحدٌ فادفن دموعكَ في الآفاقِ وانطلقِ

يا كم صنعتَ من الآمالِ قنطرةً
وقلتَ: يا موتُ..
إني عابرٌ نفقي

يا ليتَ سلمى تريق الآن أدمعها
فإنّ صاحبها في آخرِ الرمقِ

كم عاش يبكي حياةً في قصائده
حتى تساقطَ قبرًا داخل الورقِ!

إلى امرئ القيس


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.