أحمد الملا - محمد ديرية | القصيدة.كوم

ناثرٌ صوماليٌّ (1984-) إلّأ أنَّ أثرَ نصوصه يفعل بنا ما تفعلُه القصيدة الحقيقية. يأبى أن يُنعتَ بالشاعر.


981 | 0 | 0 | 0




أحمد الملا
يقطع الشارع مرتين
في ناصية
ببروكلين
أحمد الملا يتحدث
بالهاتف
أحمد لم يدلف للمتحف
الكبير .. المفخرة
أيضا .. مرتين
حشا غليونه بالتبغ
أول الصباح
نظفه جيداً .. أيضا
مرتين
له تفاصيله التي تدهش
المارة في كل أزقة الدنيا
خمسيني .. حين يبدأ تصفيف
الضحكة يصبح رأسا في منتصف
الثلاثين أو أقل قليلا
يربط شعره جيداً
كمن يستعد دائما لصورة جميلة
في عدسة لمعجب
عابر
حينما كنا صغاراً
قبل عشرين عاماً
أي قبل ضحكته البارحة
كنا نراه وجها رياضياً
في الصفحة الأولى من أسبوعية
الرياضي .. مجلتنا المحلية
من غير أحمد الملا
يستكتب .. أو يجرؤ على إقناع
غرور أدونيس أو تعالي أمجد ناصر
على أن يكون ضيف القسم الثقافي
في مجلة رياضية .. سعودية ؟
كبرنا قليلا .. سمعنا أن الشيب
غزا أحمد الملا
لكنه لا يندب حظه .. ليس يبكي
مثل حالقي الشنب الآخرين
لم يتهم الحنفي شباب الصحوة
باغتيال أغنية الزمن الجميل
وضع إصبعه على ذقنه
فكر مرتين .. انتقل للمسرح
فصل نظارة ترتكز على أنفه الأنيق
كي يمر ببال مخرج جريء
ليعطيه دور البطولة دون أن يسعى
إليها .. مرتين
درس علم الاجتماع في الرياض
بيد أن موهبة قضم تفاحة قلب المقابل
فطرية كانت .. عند شباب الكوت
من أهل الاحساء
حيث ممرات المذاهب الأربعة
لا تقصي سكان القرى القديمة
على أساس المذهب
قبل اكتشاف النفط اللذيذ
دخل الخبر - من الطريق الساحلي
في الطريق كتب قصيدتي
نثر
وأبرق لجمعية الفنون بالدمام :
ماذا يفعل العمال العاطلون
مساءات الخميس ؟
لم يستلم ردا
والطريق البحري .. طويل
افتحوا مسرحكم القديم
للهنود
للجالية السودانية
للفلبين
من حق الآخرين أن يشاهدوا أفلامهم
ما دمنا نقطع جسر البحرين
كي نشاهد بعضنا على شاشات
السينما !
تجاوز حفيد الملا
متاهات شيوخ المذاهب في الكوت
فاختار السكنى في القطيف
أحمد الملا
لا زال على الهاتف في ناصية
ببروكلين
من يدري ؟
ربما يقنع ناشرا
بتبني شاعر شاب ؟
أو مخرجا بتغيير عنوان الفيلم القادم
ليناسب مهرجان الأفلام السعودية
في لوس أنجلوس بعد عامين ؟
لم يكن لدينا أذكى من هذا العجوز الوسيم
كي نحلم جيدا على الساحل الشرقي
في العربية السعودية أننا قد نصل
وأن قصيدة نثر جميلة
يمكن كتابتها في الطريق بين مدينتين ؟
منذ عام تسعين ..
أو فلنقل منذ ثلاثين عاما
قبل أن يضحك أحمد كي يعود أصغر
لم يكن لدينا رجل نقلده شرف
أجمل أحلامنا ، لم يكن لدينا سوى
أحمد ملا وحيد .. يصلي بنا في
عالم الأحلام
مرتين
قبل انتهاء اللقطة
تناول الملا حقيبته المحشية
بالتبغ ونسخة من ديوان أنيق
أنهى مكالمته الثالثة
ليدلف إلى ليلة سعودية
في متحف .. بروكلين
!







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)