في كنف العاصفة - لينا شدود | القصيدة.كوم

شاعرة ومترجمة سورية لها العديد من الإصدارات في المجالين


743 | 5 | 0 | 2




حينما يدخل الليل..
تهدأ المياه الصخّابة،
وتنهض غزلاننا المغدورة من بين وحشة الصخور..
وما أن نسمع خفقان أجنحة طيور ليلية
حتى تتساقط شهبنا.


هذا البر ناءٍ ووحيد،
تموجُ رماله
كلّما لمع سراب مدن،
لم تخترْ أن تظلّ بعيدة.

كم تقاطعوا وعجزهم مع ملامح،
استساغت البؤس ..
حتى سكَنَها.
إعاقاتهم الروحية ستجعلهم في ضيافة الجان،
ومعجزاتٍ مشغولة بعناوين قاصرة؟!
ذاكرة أرضهم بردٌ ودَمار،
وباطنها الحار لا يدري.


من عبقكِ أيتها الأرض..
نفيضُ..
بلغتنا المُطعّمة بكِ، نصنع الغِبطة،
وبمحاريث لا تكلّ عن إملاء الصور،
نطوي خرافات ملّت أصنامها..
..ونختارك.

كما الخارج من عزلته، والداخل إلى منفاه..
إنسانيتنا المركّزة دائماً في خطر ..


لهيب النبوءة..
أخفق في فكّ شيفرة القهر..
أحرق الحدْس،
عاكساً الطرف الوعر من الذاكرة،
كاختبار لقسوةٍ جلبها هواء قديم..


ها أنا أسعى في عاصفة،
وأتظاهر بالحنين.
ثيابي خفيفة،
ولا أشعر بالبرد..
لا وقت عندي لإفشاء سرّ خوفي القديم،
كل كوابيسي الآن دافئة،
احبسوا أنفاسكم..
أخشى أن يصل صقيعكم إلى روحي.

ثمّة جليد يتهشّم في رأسي،
وبرك ثلجٍ ذائب..
إحساس يشبه انقلاب الحظّ اليومي.

كيف تعاتبني ..
أنا الغريق
الذي لطمته كلّ الأمواج المتأخرة؟؟


ها قد فقدتُ قدرتي على الغضب..
ليلي فكرة يشتد ظلامها،
وخراب بأكثر من رئة،
يريد هوائي.

أرشُّ على الضباب ملحاً.. ينجلي..
أرشُّ على المعجزة ملحاً.. تذوب،
ماذا أفعل بذاكرتي المدمّاة.
صار وعْيِّ بلا قلب..
عواصفي بلا مَقابض،
وأمجادي فكرة جاهزة للقنص.

أين أنتَ..
وجهي المُقسّى يحول دون رؤيتك،
ورؤية نوارس الشاطئ القليلة،
بعد أن شربتُ اللوعة كاملة.


ليس لي سوى أن أُقلّب الموج..
حتى تظهر اليابسة،
وتقهر الطوفان..
الطوفان الذي..
حشد كل هذا الزبَد من كيد موجة واحدة.


كيف نَحمي حرارة الغيب،
والهاوية تبتسم وتبتسم..
لخوفٍ أنضجه بياض قلوبنا،
وكبّرَته كل العناوين؟!


كل هذا الطنين في الرأس،
ولمّا يخمد غضبي بعد.

في لوحتكَ مطر غزير،
وخلف التلّ عيون وعيون..
من يؤويني؟؟؟
برد..

حينما يُقدَح النور من جفني الفجر..
أحبس زفرة
كي لا ينقص هذا الألق.


ـ مهما مزّقتني الذاكرة..
سيبقى لنسيم الصباح وقاره..
في هذا العَراء غير الآمن.
هنا..
مسقط الروح.




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




ثرثرة نوافذ
( 1.3k | 0 | 0 )
أرواح كاشفة
( 1k | 0 | 2 )
في مهبك يا قلق
( 872 | 0 | 0 )
أمكثُ في الضّدِّ
( 868 | 0 | 0 )
مدن بسماء منخفضة
( 856 | 0 | 1 )
بَسالة الوشاية
( 849 | 0 | 0 )
السَّماء تنظر
( 809 | 0 | 0 )
من ممالك الصمت
( 807 | 0 | 0 )
لمّا استقبلني الماء
( 788 | 0 | 0 )
سطوع لا قاع له
( 769 | 0 | 0 )
لن أكشف عن رمادي
( 767 | 0 | 0 )
أشجار تمضغ التراب
( 767 | 0 | 0 )
لهاثُ مشدود
( 766 | 0 | 0 )
أبواب مُثقَلَة
( 753 | 0 | 0 )
بين حافتيه .. يموء
( 749 | 0 | 0 )
أعلى و أدهى من موت
( 746 | 0 | 0 )
عيون تتقاسم الضباب
( 735 | 0 | 0 )
أكلة الخطايا
( 712 | 0 | 0 )
بحسٍّ بارد
( 710 | 0 | 0 )
زرقة مؤلمة
( 706 | 0 | 0 )
حصّتنا من الغد
( 699 | 0 | 0 )
لغة معدنية
( 699 | 0 | 0 )
للنجوم لغةٌ غير اللمعان
( 693 | 0 | 0 )
ثمار خشنة و مهارات لا أملكها
( 692 | 0 | 0 )
كما الفخ الطازج
( 692 | 0 | 0 )
هنا- يكمن احتمالٌ آخر
( 691 | 0 | 0 )
كبرق "إليوت" بلا مطر
( 687 | 0 | 0 )
نقيق كلمات عطّل رغبتي
( 680 | 0 | 0 )
الجذور دافئة
( 676 | 0 | 0 )
وقت مُطفَأ وثقيل
( 672 | 0 | 0 )
المكان الذي خفق سريعاً
( 666 | 0 | 0 )
لغط عصافير نفشت ريشها
( 657 | 0 | 0 )
قطار من ليل وبرد
( 639 | 0 | 1 )
ضوء ملول
( 627 | 0 | 0 )
ابنة الماء
( 245 | 0 | 0 )