لمّا استقبلني الماء - لينا شدود | القصيدة.كوم

شاعرة ومترجمة سورية لها العديد من الإصدارات في المجالين


789 | 0 | 0 | 0




ــ لم يعد يُغريني الشاطئ القريب..
بالاستسلام لصيحات النوارس،
كي تبدّد بؤس ملامحي.
ــ العاصفة قلقة..
المدّ لا يصل،
والتاريخ فقد عينه المنصفة.

في الفناء المكشوف على حكايا الطوفان..
أُقلقُ الصحو..
أُعرّي الوجود من فضائله..


على وشك
السحق
غرقاً.


في مواجهة الأسطورة..
ينفر البرهان..
يضيق الصدر من هروب المعنى.


أخشى لو فقدت الرجاء؛
وارتدّت بي الذاكرة إلى الخَبَل المؤلم،
الذي سطّح دروبي، وجعل انتظاري جريحاً.
أن تحرقني المواسم العابرة...
يا سبب الأفكار:
لا تصدق الطرف الساخط مني،
أنا بانتظار عذوبة غادرة
لأبتلع كل هذا الضجيج.

بعد هزائمي الكاوية...
ستهجرني ربّات الفن ،
وقصائدي المغناج.

ربما..
لن تنفع زراعتي المتأخرة في أرض المدِّ..
صار اليقين بحجم الغد ووهمه.


أتوق إلى الطوفان العتيق،
إلى عدِّ اللآلئ في دمي..
إلى الكشف عن حنيني،
بينما أرقب حركة موجٍ يتخامدُ في ذاكرتي.

هل ما تزخر به سهوب الذاكرة ..
من حسن الظن بخلود هلامي،
يبرر كل هذا اللهو مع الموت؟!


لم أعد قادرة على التكهن بالألق.
ما أن أسمع نشيج ظلالٍ تمر بجانبي،
حتى تبدأ يدي البطيئة بمشاغبة هواء المكان ..

أريدُ هواءً أفضل..
أريدُ التقاط صداه في صدري.

يا ربّة الوحي:
لا تُهدديني بالخيبة
في يومي هذا الأكثر تعاسةً.
وجهي الملفوح بشمسٍ باردة
لا يقوى على أن يشهد مبارزة بين ألمين.
لا تذكريني بالوعل الذي أتى ليموت عند النهر،
بل امنحيني ريشتك لأبدأ بالتعافي
في هذا الليل، قليل الضياء،
لماذا..
أصدق هوراس وسعادته المشحونة بالفضيلة؟!
أريد أن أنجو من وقتنا..
المُفوض بكل هذا الألم.

كنت أظن أنني خرافة سماء مؤقتة،
أو صنيعة ريح ذهبية،
حتى ابتلعتني زجاجة في محيط.

تُحدثيني عن غضون القلب..
عن وحشة أشجار قلب الغابة..
عن مهارتكِ بالتقاط اضطراب النبض
ما بين غسق الخريف، وضباب الكهولة،
وكأنكِ تغلقين كل المداخل
بصهركِ هذا الأسى.

سأتجاهل الدماء التي تسيل من الأساطير
بالبحث عن ضفاف وديعة كنت أسكنها فيما مضى.

الماء..الماء..
يسحبني من قدمي،
يُثير غيرة الهواء.
يا غريمتي الشمس:
لا تُسلّطي عليّ وحوش القيظ،
فقط، كنت أنوي تبريد بهجتي القتيلة.

سأُكذّب النبوءة التي كذّبتني،
لم أعد رهينة جاذبية أسطورة توزع الخطايا،
سأكشف عن ظلامها،
وأباغت هذا الفناء.

لمّا استقبلني الماء..
كنت أجول وحيدة في كابوسي،
وأنا أرتدي خوذةً من غيم..
على ضفة نهر لا أذكر اسمه،
لم أنتبه في تجوالي الحائر
إلى قرب الألم..
كان متنكِّراً على هيئة غرق وشيك،
ربما..
لم يكن جائزاً قتل الأفعى في الأسطورة.
حتماً، سيعود التهام الطرائد نيئةً
بلعناتٍ لا تفنى..
قرعٌ بعيدٌ لأجراس نزقة،
ولمّا يبرد كابوسي بعد.




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




ثرثرة نوافذ
( 1.3k | 0 | 0 )
أرواح كاشفة
( 1k | 0 | 2 )
في مهبك يا قلق
( 872 | 0 | 0 )
أمكثُ في الضّدِّ
( 868 | 0 | 0 )
مدن بسماء منخفضة
( 856 | 0 | 1 )
بَسالة الوشاية
( 849 | 0 | 0 )
السَّماء تنظر
( 809 | 0 | 0 )
من ممالك الصمت
( 808 | 0 | 0 )
سطوع لا قاع له
( 770 | 0 | 0 )
لن أكشف عن رمادي
( 768 | 0 | 0 )
أشجار تمضغ التراب
( 767 | 0 | 0 )
لهاثُ مشدود
( 766 | 0 | 0 )
أبواب مُثقَلَة
( 753 | 0 | 0 )
بين حافتيه .. يموء
( 749 | 0 | 0 )
أعلى و أدهى من موت
( 746 | 0 | 0 )
في كنف العاصفة
( 743 | 5 | 2 )
عيون تتقاسم الضباب
( 736 | 0 | 0 )
أكلة الخطايا
( 713 | 0 | 0 )
بحسٍّ بارد
( 710 | 0 | 0 )
زرقة مؤلمة
( 707 | 0 | 0 )
حصّتنا من الغد
( 699 | 0 | 0 )
لغة معدنية
( 699 | 0 | 0 )
للنجوم لغةٌ غير اللمعان
( 693 | 0 | 0 )
كما الفخ الطازج
( 693 | 0 | 0 )
ثمار خشنة و مهارات لا أملكها
( 692 | 0 | 0 )
هنا- يكمن احتمالٌ آخر
( 692 | 0 | 0 )
كبرق "إليوت" بلا مطر
( 688 | 0 | 0 )
نقيق كلمات عطّل رغبتي
( 680 | 0 | 0 )
الجذور دافئة
( 676 | 0 | 0 )
وقت مُطفَأ وثقيل
( 673 | 0 | 0 )
المكان الذي خفق سريعاً
( 667 | 0 | 0 )
لغط عصافير نفشت ريشها
( 657 | 0 | 0 )
قطار من ليل وبرد
( 639 | 0 | 1 )
ضوء ملول
( 627 | 0 | 0 )
ابنة الماء
( 245 | 0 | 0 )