لم يكن الليل أفضل..
كانت أصوات البوم تخضُّ السكون،
والنَّار تحنُّ لسهول القصب..
أمّا الموعودون بقطارٍ من ليلٍ وبرد
قد عبروا من حواف الجبال وبطونها
خائفين..
من صمت الصبح القادم
بجناحه المكسور.

-يلزمني وقت لأفهم..
ما تأرجح بين الزمان والمكان ..
لأعبث بأشياء أثيريّة..
أُلْبسها من ضجري
لوناً كثير الرّماد..
إذ لم يبقَ لي سوى فرح الجدار..
برقصة اللهب.

-بإحساسي البِدائي
أُرتّبُ العبث..
أُباغت البَياض،
وما إن يجنّ النَصّ بي
تصيُر الأفكار قنافذَ ترتطم.

-هم كانوا يكتبون الشّعر
وأنا كنت أقرأ القصائد من نهاياتها..
أُنجِب الكثير من الأسئلة..
ولا ألوِّح بالمعنى..
المعنى الذي من أجله رحلت كلّ الصور،
ولم يبقَ سوى ذلك الصباح البعيد،
والّركض تحت المطر.

-كلَّما التهمتنا الدّرب المُوحشة
تسلّل بيننا وقتٌ أبكم،
وقفز الخوف
بلهاثه ولعابه.

-أنا الليلي المَمهور للصُدفة
المَخبوء في زوايا العمر.
كيف لي أن أوازي الصُبح بضوئه الوفير؟!
غداً..سأستعيُر البياض لأجرحه.

-دائماً..تصفِّق نوافذي لهذا الجريء
الذي يتبعني
في السكون المنْعزل..
المقْترب من ضمير الأشياء..
المتْرَعْ بحكمته.
ألمحه يطوف
في صريرٍ من دفء، ولهاث،
لو يُزهر صمته!؟