مدن بسماء منخفضة - لينا شدود | القصيدة.كوم

شاعرة ومترجمة سورية لها العديد من الإصدارات في المجالين


856 | 0 | 0 | 1




- في المضيق الحائر والمعزول
هرمتْ المدينة،
وهي تتقطّر بوحاً.

- في المكان الأكثر بداهةً..
رميتُ تلك المدينة
ببلاهتي كاملةً.

- المدينة تفرد ظلّها،
وأنا وشغفي نُحلّق في سماء دهشتنا
تارةً نتكثّف في سحابة..
وتارةً نثب على أطراف قصيدة..
مرَّغتنا بصمتها.

- المدينة..
عمّدت نفسها بنفسها،
صارت هرماً..
نخافهُ.

- المدينة..
بخزفها وبياضها
صنعت منّا حكايا
ماتت في المتحف القريب.

- لن تعرفني المدينة الباهتة
مع أنني
أخفيت النمش جيداً..

- المدينة
بسمائها المنخفضة،
ونبضها السّئم.. اللائم
خثّرت اللغة المتمردة،
والوقت النافر..
فتكثّف زيزفون الأزقة بجنون.

- المدينة المبتعدة..
البلا كثافة..
تعدني،
تعدك،
برطوبة واخزة.

- مدينتي
لم تعد ناعمة،
صار لها حراشف كثيرة.ّ.

ملَّت الابتسام.

- الوقت المسموم
العالق في لحظات مجنونة
ترك الكثير من الزفير.
المدينة ضيقة..
الأزقة تلملم عرق النّوافذ،
وما تبقى من همسٍ
تلوّى في الزوايا..
علق بالصّور.

- قريباً من المدينة
كانت اللغة تنفض ما علق بحروفها،
لمّا عرفتني..
تكاثرت..
صارت وعولاً تركض..
تسابق الأسئلة.

- مدنٌ..
هوت منّا على عجل،
خرّبتْ ملامحنا.

- مدينتي..
فقدت نسبها.
استطالت كثيراً،
لا أودّ منعها
إنّها تعزف شيئاً خااااصاً.

- الآن فقط
أتذكر المدن التي
تركت مويجاتها تدور في ندمي.

- ما إن يطلّ الفجر الأزغب
سيلهثُ المكان البارد في إثري
ليكسر الأثير بالرائحة الحادة نفسها،
فأعلق بنار السّياج
عندها
ستخرج المدينة ملوحةً..

بجدائل من حريق.

- مدينتي
لم تعد الصغيرة
التي تخشى أن تخسر براءة عينيها.
صار لها رغبةٌ
تموج زرقةً..
تزفُّ زوارقها على عجلٍ.

- المدينة البينَ جسرين
زلقت في الماء
هرباً من أسطورة كدّست الخوف
الصّدئ..
هذا ما قالته الشجرة الماكرة..
القريبة من السفح الباهت..
الهارب على سيفٍ ورمح.

- وأنا أقيس المسافة إليك
اختلج المكان..
كأنّ المدينة..
قد أعطتني قلق خضرتها.
كنت أشمُّ فيك
انكسار كلمات الصبح الأولى..
وما حفّ من ضجر.

- كل يوم
تغتسل المدينة المملة
من جيوش رغبتها..
تبقى مملة..

- المدينة النائية..
تتسلّى بلهفتنا..
ترمي لنا بالإشارات،
وتغيب.

- مدينتي الممكنة
تملك من الزئبق ما يكفي..
تصيرُ
ليّنة..
تُغريني باللمس.

- كلما استمهلتني المدينة
سرى دفء غريب.

- مدينة.. بلا حروف..
بلا شواطئ..
كيف أدخلها؟!

- المدينة الزرقاء
تكاد تثبُ من بين أصابعي
موجاً.. مجنوناً.. عاشقاً.

- المدينة المجنونة..
طوّحت بي.
قتلت قصائدي،
أغرتها بالزقزقة.





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




ثرثرة نوافذ
( 1.3k | 0 | 0 )
أرواح كاشفة
( 1k | 0 | 2 )
في مهبك يا قلق
( 872 | 0 | 0 )
أمكثُ في الضّدِّ
( 867 | 0 | 0 )
بَسالة الوشاية
( 849 | 0 | 0 )
السَّماء تنظر
( 809 | 0 | 0 )
من ممالك الصمت
( 807 | 0 | 0 )
لمّا استقبلني الماء
( 788 | 0 | 0 )
سطوع لا قاع له
( 769 | 0 | 0 )
لن أكشف عن رمادي
( 767 | 0 | 0 )
أشجار تمضغ التراب
( 767 | 0 | 0 )
لهاثُ مشدود
( 766 | 0 | 0 )
أبواب مُثقَلَة
( 753 | 0 | 0 )
بين حافتيه .. يموء
( 749 | 0 | 0 )
أعلى و أدهى من موت
( 746 | 0 | 0 )
في كنف العاصفة
( 742 | 5 | 2 )
عيون تتقاسم الضباب
( 735 | 0 | 0 )
أكلة الخطايا
( 712 | 0 | 0 )
بحسٍّ بارد
( 710 | 0 | 0 )
زرقة مؤلمة
( 706 | 0 | 0 )
حصّتنا من الغد
( 699 | 0 | 0 )
لغة معدنية
( 699 | 0 | 0 )
للنجوم لغةٌ غير اللمعان
( 693 | 0 | 0 )
ثمار خشنة و مهارات لا أملكها
( 692 | 0 | 0 )
كما الفخ الطازج
( 692 | 0 | 0 )
هنا- يكمن احتمالٌ آخر
( 691 | 0 | 0 )
كبرق "إليوت" بلا مطر
( 687 | 0 | 0 )
نقيق كلمات عطّل رغبتي
( 680 | 0 | 0 )
الجذور دافئة
( 676 | 0 | 0 )
وقت مُطفَأ وثقيل
( 672 | 0 | 0 )
المكان الذي خفق سريعاً
( 666 | 0 | 0 )
لغط عصافير نفشت ريشها
( 656 | 0 | 0 )
قطار من ليل وبرد
( 639 | 0 | 1 )
ضوء ملول
( 627 | 0 | 0 )
ابنة الماء
( 245 | 0 | 0 )