المُلثم - أحمد شكري عثمان | القصيدة.كوم

شاعر ومحام سوري (1985-)


782 | 0 | 0 | 0




(محو إيبه شاشو) (1)

غبشٌ
يفيضُ
على تخومِ مَغارةٍ
في اللَّيلِ
أم شَبحٌ
يَلوحْ

وتكسُّرُ الأعوادِ
ينذرُ أنَّ صيفاً ما
وشيكاً
سوف يُخرج (زلمة) الآغا
لتمشيطِ الحدودِ
سيقتفونَ نثاره المكلومَ في عُقبِ السَّكائر
ناصبينَ فِخاخَهم بين السفوحْ

وسيعثرونَ على بقايا بُقعةٍ
كانَ الُملثَّم في تقشُّبها
يزيِّتُ بندقيته العتيقةَ تحت وهجِ الجمرِ
و الطلقاتُ يحشوها بجعبتهِ
و يعصبُ بالرباطاتِ المُتاحة
ما تهتَّكَ من جُروحْ


سيجيءُ يوما ما
بحنطةِ وجههِ الكورديِّ
(بالميلتان) (2)
ليلة عرسهِ
وعروسهُ تستلُّ من غيمِ السَّماء رداءَها المخضوب من دمهِ
وتركبُ خلف فارسها
على الفرسِ الجموحْ

وستحفظُ الأشجارُ سُحنتهُ
و أزهارٌ تقطِّرُ من قفير عيونهِ عسلًا
وتصنعُ من أصيصِ شجونِهِ
عبقاً يفوحْ

سَيحومُ قُربَ مخازنِ الآغا
يفتِّشُ في الحصاد عن الجواسيسِ الذين تحرَّشوا ببناتِ قريتِهِ
وعن رتلِ الجنودِ وهم يجوبونَ القُرى
بحثاً عن الشبَّان للتجنيدِ
أو عن أرمنيٍّ(3 )
فاقدٍ للوعي
ينشدُ جُرعةً للماء كي يسقيهِ
قبلَ ركونهِ لمصير من علقوا
بأسلاكِ النزوحْ

وأرى على الجهة القصيَّة فتيةً عبروا
أرى طفلاً يصيحُ أبي
وكهلاً هدَّهُ الإعياءُ
وامرأةً تنوحْ

وأرى هنالك حضرةَ الجابي يلمُّ إتاوةً
وأرى مخاتيراً
وأختاماً على السنداتِ
ألمحُ وصمةً ممهورةً بالعارِ
ينقُصها الوضوحْ

وتمرُّ أيامٌ
فألمحُ بعدها (دركاً) يجرُّون الحصانَ
وفوقهُ جسدٌ مُسجَّى
غير أنَّ الأمهاتِ اعتدنَ أن يسردنَ للأطفال
قصَّة ذلك الشبح الذي سيجىءُ يوماً ما
إلى بابِ المغارةِ
مرةً أُخرى
نقياً
مثلَ روحْ





1* أحد الثوار في عفرين قتل على يد اغا اقطاعي
2* لباس كوردي قديم
3* مجازر الأرمن في العشرينات







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)