الجوابُ الأخير - زنداني التهامي | القصيدة.كوم

شاعر يمني (1996-)


27 | 0 | 0 | 0



"يا هل علمي من عليها بسالي؟"
لقد كنتُ أسمعُها ذات عمرٍ بعيدٍ وأمي تُرددُها كأحرِّ المواويلِ،
ما كنتُ أَعرفُ من هذه؟
من عليها؟
ولا كنتُ أُدرِكُ معنى السُلُوِّ أو الحزنِ،
ما كنتُ أُدرِكُ إلا مواويلَ أمي تُرددُها حين تَخْبِزُ أو تَحْمِلُ الماءَ، أو تُدرِكُ التعبَ الدنيويَّ كما ينبغي،
كنتُ أسمعُها تتسائلُ في حيرةٍ أعجزتني صغيرا، وها هي ذي الآن تُعجزني بعدَ أن شبتُ طفلًا بسبعٍ وعشرين عاما من الجرح والاسئلة.

"من عليها بسالٍ؟!"
هأنذا الآن أسألُها مثل أمي،
وها هي ذي الآن لا تسمعُ الأسئلة؟
لن أحدثَها عن جراحي،
ولا عن سؤالي،
ولا عن مواويلِ أمي،
ولا عن قليلٍ من الحُلمِ خَبَّأتُه في عيوني،
ولا عن بلادٍ تمنيتُها كي أجيبَ السؤالَ الحزينَ.
فما أنصفتْنا،
ولا سمعتْنا،
ولا نحن نعرفها كي نعاتبها،
إنما الآن أخبرها أننا قد وجدنا الجواب، الذي حرمتنا،
فما من سُلُوٍّ عليها،
ولكنها غربةُ البشريِّ المُكَبَّلِ فيها بأشواقِه للكمال، وللحلم،
للاستراحةِ من تعبٍ زائفٍ،
بالحنينِ إلى الموتِ،
فالموتُ آخرُ من يكمل الأسئلة.

2023/3/17

- " يا هل علمي من عليها بسالي" : من أقوال حكيم اليمن علي ولد زايد، يرددها الناس عند ضيق العيش ونكد الحياة، كنوع من المواساة والعزاء.




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)