اللوحة الغائبة - ثائر زين الدين | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ. ثائر زين الشعر.


1354 | 0 | 0 | 0




لم تكن وحدكَ في المعرضِ
لكنْ كنتُ وحدي!
كنتُ كالذئبةِ قد أفردها الأصحابُ!
كانَ الوردُ يهمي فوقَ قلبي
ذابلاً
و العكر النائمُ في دمّيَ يطفو
و يسيلُ.
لم تكنُ وحدكَ..
هذي امرأةٌ قد لبستْ زهرةَ عُبّادٍ
وراحتْ كيفما ملتَ بعينيكَ
تميلُ
أسدلتْ شلاّلَ ضوءٍ باهتٍ
فوقَ نمالِِ النمشِ الراكضِ
نحوَ العُنقِ
لفّتْ يدها أفعى على زندكَ
و الأنفاسَ سوراً حارقَ الرغبةِ
يعلو
و يطولُ
لم تكنْ و حدكَ!
من أينَ أتتْ؟
منْ أي بارٍ أو رصيفٍ
هذه الثوبُ الموشى
هذه الريشُ الجميلُ؟
هلْ تُرى تشغلُها الشامُ
التي تبزُغُ منْ لوحاتكَ الزرقاءِ
محنيّةَ قلبٍ؟
هلْ ستعينها الجسومُ الضُمرُ،
ذابت في فضاءِ اللون؟
تسهو و هي تعدو خلفَ خطٍ غامضٍ
أو طيفِ رؤيا ؟كُلّما ظنّته في قبضتها
فَرّ الخجولُ؟
رُبمّا أخطأتَ في الدعوةِ؟
خذها حيثُ لا شيءَ سوى كأسٍ
و رقصٍ
و مهارٍ تتلّوى
و تصولُ
ربّما أخطأتَ في الدعوة!
خُذها
- إن تكن أحببتها يوماً –
إلى ملعَبهِا
فهنا برقٌ و رعدٌ وذهولُ.
لم تكن وحدكَ في المعرض...
و اللوحاتُ...قد ضاقتْ بها الجدرانُ:
أشياءٌ، وجوهٌ
حلمٌ...وهمٌ
مقامٌ.. و رحيلُ
لم تغبْ من بينِ أعمالكَ إلا لوحةٌ واحدةٌ:
حيثُ أنا أبدو
وقد ألقيتَ في حضني رأساً متعباً...
خدَّدَه الشيبُ الجليلُ!








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)