شــاعر - ثائر زين الدين | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ. ثائر زين الشعر.


1418 | 0 | 0 | 0




ساهرٌ خلف زجاج الليلِ، موثوقٌ إلى حُلمٍ،
ونجمُ الليل ســاهرْ:
ساعةً يركضُ في حقــلٍ من الزهر،
لكي يركض،
يستغشي فراشاتٍ،
يغني كي يغني،
يجمع الأصداف قرب البحرِ،
يطفو زبداً فوقَ تلال الموجِ،
أو يسمو ندىً فوقَ البيادرْ.

ساهراً شفّـتْ خيوطُ الليلِ،
فالأيامُ في كفيهِ أوراقُ كتابْ،
ساعةً يلفظه الحوت على أرض يبابْ،
فإذا الأزهار تنمو من جيوب الرمل جذلى.
ساعةً: يخرج من أرض كئيباً كاحتضار الحُبِ؟
يبكي حينما ينظر للخلفِ،
ويرجو الله أن يصبحَ تمثالاً من الصخرِ،
فيغشاه السحابْ.
ساهراً يهمس: لِمْ يا رب لَمْ تخترْ سواي؟
ها أنا الليلةَ وزعت رغيفي ونبيذي
وغداً ينكرني أقربُ أصحابي،
وما حَمّلتني سيفاً،
وروما تحرسُ الهيكل.
لِمْ يا رب تُهديني الصليبْ.
لِمْ أكون اليومَ كفّارةَ وزرِ الناس منذ الغَمْر.
أشتهي أن أنطفي كالشمع – في مخدعِ مريمْ.
أشتهي كفاً – إذا عدتُ كسيراً –
قدّمت كأساً من الماءِ وكرسيْ.
أشتهي أن أملأ البيت صغاراً.
أن ألاقي الشمسَ فوق الحقلِ،
أن يُبصرَ ناري العابرونْ.
أشتهي أن أغمضَ الأجفانَ حتى الفجرْ.






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: