لستُ كاتِبة
هكذا أخبرتُ الورَق وهو يغريني بتوثيقِ خيباتي المتكررة
و لستُ شاعِرة ..
لأنّني لم أتعلّم بعد
كيفَ أضعُ ضماداً من حروف
على جُرحٍ قديم مازال ينزِفُ في الذاكرة
وأكتُبَ حتى ينقطعَ صوتُ الرغبة
ويغتسلَ قلبي من آثام اللُغة
أنا فاصلة ، ينساني من لا يعرِفُ كيف يُداعِبُ علاماتِ التنقيط
وأين يضعُ قُبلتهُ وهو يغازِلُ المسافةَ بين السطور
وعلامةُ استفهامٍ تُعاني آثار الجفافِ من مُصاحبةِ السؤال
و عصا تعجُّبٍ تركهُ رجُلٌ مُسن
قبل أن يُحلِّق نحو الضوء
أنا واو الدهشة
طفلةُ المبتدأ
وعشيقةُ الخبر
أنا طفرةُ النحو اللاهثةِ خلفَ المجهول
وموعدُ الفاعلِ بالمفعول
وحنينُ الأسماءِ الخمسة للاسمِ السادِس
وصلاةُ التأنيثِ الساكنة
وارتعاشةُ نونِ النسوة إذ تُعانِقُ المذكّر السالِم ..
أنا الضمّةُ والسكون
وهمزةُ الوصلِ بين تجرِبتين
وعلاقةُ الألفِ بحُزنِ المواسِم
ويقينُ النُقطةِ إذ تأبى إلا أن تُنهي الحكاية.