يا ربِّ إنَّ بلادي لم تكن حجراً
في قَعْرِ كَوْنِكَ
لكنَّ الطغاةَ رمَوْها
فاستحالتْ مُويجاتٍ من الغضبِ العاري
لتُبْصِرَ موسيقى بواخرِنا
ولونَ أحزانِنا يا صوتَ مَنْ غضِبوا،
يا فائحاً بأريجِ اليافعينَ
ويا صدى البلادِ التي
باركْتَ ثورتَها،
دسائسُ الدمِ
لا تخفى على جسدي الذي
تَعَلَّمَ أن ينمو بقارعةِ
الطريقِ زهراً غريباً
كُلّما وطنٌ
تجشَّمَ الحُزنَ في أدغالِ أوردتي



يا ربِّ
إنَّ بقلبي مجدَكَ المُتعالي
ياحبيبي فقُلْ لي
كيفَ أطرقُهُ
أنا الذي مِنْ غبار الناسِ
أنفض رأسي
مثل نملٍ
يُنَقّي القمحَ من رَوَثِ الأبقارِ
يَكْدحُ في تقشير ذاكرةٍ نجلاءَ



كلُّ غديرٍ من زمانك يطفو بالأغاني
وقد شاختْ
على شجري
جماجمُ المدنِ المُلْقاةِ
فوق ثآليل انتظاري
وهذا النهرُ يجرفني
نحو البيوتِ التي
ألْقتْ برائحةِ الأحفادِ تحت شُجيراتِ الجدودِ،


ألا يا ربِّ
إنَّ بلادي محضُ أُغنية
وأنت مَنْ غرسَ الألحانَ فِيَّ
فصِرْتُ يا عبيرَ الغدِ النفّاذِ
ألثَغُ بالشِّيحِ الطريِّ مُروجاً
من كواكبِ أحبابي
وأمْلأُ صدري
مِنْ روائحهمْ
ونكهة الأُغنياتِ الفائحات بهم،
فيا صدى الجبلِ المَلدوغِ
كُفَّ عنِ التحديقِ
فوق وجوه الغابرين غداً
وأشعلِ اللحن في أقدامِ مَنْ حضروا
قل للذين
طمرنا بالطُيوبِ سجاياهم
قديماً تناسلنا
مِنَ الحجرِ المَخضوضِ
فوق شرايين الجبالِ


ألا يا كُلَّ من منَح الأحجارَ رايتَها خلف الضحايا
وألقى فوق مِفْرَقهِا
صوامعاً من غلال الثائرينَ
وألْهَمَ المدائنَ
أن تغدو موائدَ للمُسافرينَ
ومأوىً للسيولِ غداً
يا أيها الوطن المحفورُ
فوق صخورِ الراحلينَ
أرِقْني فالكلامُ دمُ