أعلم أنك تحب النساء
أيها الحزن البدين
تمضغهن
كعلكةِ نعناعٍ فوّاحة
وأنا كذلك أحبَبْتُ أُمّي
كثيرا وأحببتهن
لكنهن أسلمنني إليك
فلا تَلُكْني يا سيّدي كقطعة لحمٍ باذخة
فأنا محضُ صبيٍ
أحب أن أتبرّك بأقدامهن،
أيها الحزن البدين دعهن
لحالهن
واذهب غداً إلى صالة الرياضة
كي تخفّف وزنك
فالنساء في القرن الواحد والعشرين
لا يُحبِبنَ هذا الكرش
المترهّل،
أعلمُ أنك تعشقهن مثلي
لكنك يا صديقي
عندما يُهْمِلْنَكَ
تبالغ في الثأر
فتوشك أن تشق صدورهن اللاهبة
بينما أظل

على عتباتهن الحصينة
أستجدي نظرةً
خاطفة
أحبو أتحلّقُ حولهن أفتعل البكاء
أتشبّثُ بأطيافهن المباركة
أبكي وأغني لك يا حزنُ
كما يفعل المتشردون
ليست لأني
أعشقهن أكثر منك
لكنّي بطبعِي التُرابيِّ المسالم
لا أقوى على الثأر
فالثأر طبع الأقوياء مثلك
أيها الحزن البدين
وأنا هشٌّ هشٌّ يا صديقي
لدرجة أنهن يكسرنني ويجرحنني
كما يشتهين ولا ألومهن
فهن حبيباتي
فلْيقذفنني من شِباكٍ
إلى شباك
ولْيفرحن بهزيمتي
ونصرهن
ولْيتضاحكن وهن يرمين الكرةَ
فأنا أحب أن أرى السعادة
في وجوههن،
وهن لا يدرين أن كُرةَ السلّة
التي يلعبنها هي هوايتي
المفضلة
فكن مثلي أيها الحزن البدين
ودعهن لحالهن يركضن إليك
يتلاعبن بك
كما يفعلن معي
فهن أجمل هكذا
دون مَسْحةٍ منك في وجوههن