في أعالي مِتْشِجان - بحر الدين عبدالله أحمد | القصيدة.كوم

شاعر سوداني (1984-)


170 | 0 | 0 | 1




(إلى روح الموسيقار الكوني عبد الكريم الكابلي وهو يلفظ أنفاسه الموسيقيّة الأخيرة في قصباتنا الهوائية وفي رئة '"مِتْشجان" ذات الطقس المخفورِ بالبحيرات الناعسة)


هو ذا يُربّي لحيةً خضراءَ
في تَصْيافه الأبديِّ
يخلع بذلة الدنيا
ويُهدي للشواهدِ
ما تركْ


يا سيدي
ماذا تغيّرَ في البلادِ
العارياتِ لكي تُغّيِرَ
في قُرى الله البعيدةِ
مظهركْ


وعلى براري "مِتْشِجانَ"
غوائلٌ تَرْفَضُّ
من حدَقِ البُحيراتِ الصبوحةِ
كي تُنقِّعَ في السهوبِ
الأعْجَميّةِ عنبرَكْ





يا ذا الأساطير المُراقةِ
في وجوه الآفلين
ويا ينابيعَ الزمانِ
المُعْترَكْ


يا حيث تَطمِرُ بعضَ أحلام الذين
تصببّوا بالذكرياتِ
تروغُ بالعرَقِ الصبيِّ
لكي تُتأتِئَ
بين أعشاب البرازخِ أُنهُرَك


ويشبُّ لحنُكَ في براري الموتِ
يُزهرُ كلما شجرٌ
من الوطن المُهاجرِ
بالفجيعةِ أزهرَكْ


دَمُك الملطَّخُ بالصبا
وروائحِ الجدّاتِ
لم يرثِ السكينةَ من دموع الكاظمين جراحهم
لكنه بسَكينةِ الأرواح
جاء ليمخُرَكْ


يا نبعَ من فاضوا ولم ينسوا
جداولَهم
بأي اللؤلؤات الغامضاتِ غداً
تُختِّمُ جوْهركْ


ها أنتَ يا ذا البُحّةِ النجلاء
كثّاً بانبهاراتِ الذين
جَثوا على مرأى صداك
تظلّ ترعى فوق واحاتِ
الأحبّة أخضَرَكْ


تجثو بكلّ بلاغةِ الأنهارِ
تدلف نحو نبعك يا حبيبي
كي تُباركَهُ
وتَخْتِمَ بالمباهجِ
"سُكَّرَكْ"


ياطافحاً بالمُعجزاتِ الغابراتِ
ويا زماناً هائلا
قد أنجبتهُ الحشرجاتُ الوامضاتُ
لك المدائن كلُّها
ولنايِنا المعطوبِ يا ذا الحُزنِ
من أنقاض حُزني ما ادَّرَكْ




نمْ يا أبانا
فالنعاسُ بنا قديمٌ
والمضاجعُ
تَرْجَحِنُّ
بِ"يا ضنينَ الوعدِ"
تشحذُ
فوق أحجار المشيماتِ
الحزينةِ
خَنجرَكْ




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




دمعٌ على سجّادة الحب
( 1.3k | 0 | 2 )
إلى بابلو نيرودا
( 1.2k | 4 | 4 )
شموسٌ عاجيّة
( 1.2k | 5 | 1 )
مجازٌ لروحِ الهضاب
( 1.1k | 0 | 3 )
من نبإِ الحُجُرات
( 1k | 0 | 0 )
صدرٌ يتنزّى
( 976 | 0 | 2 )
للذي لم يخُنْ دم الأغنيات
( 961 | 0 | 1 )
منحدراتُ الكاكاو
( 815 | 0 | 2 )
هشًّ كقلبِ مئذنةٍ
( 763 | 5 | 1 )
رعشاتُنا البدوية
( 762 | 0 | 1 )
العطاّرون
( 751 | 0 | 0 )
لمعبد "جبل البَرْكَلْ"
( 708 | 0 | 0 )
قمحُ ما بعدِ الحداثة
( 679 | 5 | 1 )
أحفادُ المتاريس
( 672 | 0 | 0 )
تجاعيد
( 667 | 0 | 1 )
نزوح
( 620 | 0 | 0 )
نخبٌ لتمثال أبراهام لِينكون
( 568 | 0 | 1 )
قُدّاسٌ لأجل ّ"جورج فلويد"
( 567 | 0 | 0 )
يرقات
( 550 | 0 | 1 )
مخطوطة
( 433 | 0 | 0 )
حقيبة جلد لمارغاريتا
( 377 | 0 | 0 )
إلى الملاك الإكوادوري Leo Rojas
( 350 | 0 | 0 )
وتبارك ظهر الأوطان
( 248 | 0 | 0 )
باقة أزهار نووية
( 234 | 0 | 0 )
مشهد من بيروت
( 197 | 0 | 0 )
إطلالة مبحوحة
( 194 | 0 | 0 )
الحفيد
( 193 | 0 | 0 )
إلى شقيقي إبراهيم
( 189 | 5 | 0 )
صلاةٌ لأجل البلاد وعليها
( 189 | 0 | 0 )
مهاجرون إلى الأرض
( 184 | 0 | 0 )
راديسون بلو
( 173 | 0 | 0 )
حرية
( 169 | 0 | 0 )
أتبرّك بأقدامهن
( 165 | 0 | 0 )
مدينة (جدة القديمة)
( 162 | 0 | 0 )
باكو
( 161 | 0 | 0 )
يوم الجمعة: عير الجدّات
( 155 | 0 | 0 )
المصعد
( 154 | 0 | 0 )
جذور
( 150 | 0 | 0 )
إيفانا
( 150 | 0 | 0 )
النيل الأزرق: (أرجوحة الدم العالية)
( 147 | 0 | 0 )
الناس في أديس أببا
( 146 | 0 | 0 )
زهرةٌ بريّة
( 146 | 0 | 0 )
نافورة
( 135 | 0 | 0 )