مهاجرون إلى الأرض - بحر الدين عبدالله أحمد | القصيدة.كوم

شاعر سوداني (1984-)


151 | 0 | 0 | 0




نحن بنيكِ اليافعين
من شعوب المجرّاتِ
البدائيّةِ
آكلي لُحومِ الظِّباء
والكواكب البريّةِ الساهِمةْ
جئناكِ مُحتفلين يا كُرةَ الثلجِ المُهشَّمةَ بالأغاني
ويا أمَّ المستعمراتِ
الضوئيةِ السحيقةْ


جئناكِ كي نُشعلَ بأحجاركِ الكريمةِ
نيرانَنا ونملأَ مروجكِ الزرقاءَ
بأزهارِ "بابْجي"
ونُضيعَ أعمارنا الثمينةَ في زراعةِ البطاطا
وتربيةِ مواشي إِنِسْتغرامْ


أتيناكِ يا أُمَّ
كي نشربَ
من دِماء الأحبَّةِ نخبَكِ
ونقتلَ بعضنا في الهزيع المُعادِ من تخاريف التكنولوجيا
ونزواتها الطائشةْ




أتيناكِ لأننا
كلما حَدَّقنا في تجاعيدكِ الحمراءِ
تتضاءلُ أحراشُ النجومِ الكثيفةُ
في عينيكِ
وتعشى عيونُ البناياتِ الخفيضةِ ذات الأقدار الشاهقةْ

نحن بنيكِ الهاربين
مساكنُنا بيوتُ الصوفِ التي
نحملها فوق ظهورنا
وطعامُنا من خُشاشِ الحُبّ
وأعشابِ البحارِ الماجنةْ

جئناكِ يا أمُّ هاربينَ
من قسوة قلبكِ
ومن غضبِ الأعاصير السِّيبْرانِيَّةِ الشرِهَةْ
نحن صغاركِ الممحوقين يا أمّي
فلا تطردينا
من جَنّة الجيل الخامسِ ومناخات البلاد المُتَلثِّمةِ
بوميضِ العناكبِ الغبراءْ

فتلك غاباتُكِ المحروقةُ
تأكلُ أحشاءَنا
وتنهشنا كالفرائس الإسفيريَّةِ الخائفةْ
فاترُكينا يا ذاتَ الحنانِ
فنحنُ هكذا نُرَفِّهُ
عن أنفسنا
ونخوض بِرَكَ الأضواءِ الآسنةْ


فاتْرُكينا خوفَ أن تَعْلَقَ أقدامُنا في وحَلِ أمانيكِ الشاسعاتِ
يا أقصر الكواكبِ عُمراً
ولكِ أن تُنكرينا
لأننا لم نرِثْ من أسلافكِ مجداً
غير حياكةِ الفراغِ
وفلاحةِ الأحلامِ اليائسةْ

إنني أشهدُ يا أمُّ
أنّكِ أرحب
من كل مزاعم التكنولوجيا
وأحنّ من قلب "غوغل"
المملوء بالصراصير
وحشراتِ ال"ويكيبيديا

ها نحن نُطلُّ عليكِ الآن
من تلالِ "الاسنابْشاتِ" العاليةْ
ومِنْ مُستنقعات
التطبيقات الجديدةْ

وهانذا واقفٌ
على سطحكِ الدائريِّ
الذي يُشبه مطعماً رومانسياً
في أعالي الفراديس المأهولةِ بالموتى
لقد صرتُ بعدكِ
مهتما بطيور الزينةِ
وعصافيرِ "تْوِيْترَ" التي
لم تعد تُغرّدُ للإنسانِ إلا عند موتِه،


وها هي أشلائي
قد صارت جُزراً زرقاءَ
وغِرْباناً تنعِقُ في مسامعِ صُنّاعِ المحتوى،
وتدقُّ أسافينَ
الموج الإنسانيّ المالحْ





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




دمعٌ على سجّادة الحب
( 1.2k | 0 | 2 )
إلى بابلو نيرودا
( 1.1k | 4 | 4 )
شموسٌ عاجيّة
( 1.1k | 5 | 1 )
مجازٌ لروحِ الهضاب
( 1k | 0 | 3 )
من نبإِ الحُجُرات
( 969 | 0 | 0 )
صدرٌ يتنزّى
( 938 | 0 | 2 )
للذي لم يخُنْ دم الأغنيات
( 929 | 0 | 1 )
منحدراتُ الكاكاو
( 779 | 0 | 2 )
رعشاتُنا البدوية
( 724 | 0 | 1 )
هشًّ كقلبِ مئذنةٍ
( 716 | 5 | 1 )
العطاّرون
( 714 | 0 | 0 )
لمعبد "جبل البَرْكَلْ"
( 673 | 0 | 0 )
قمحُ ما بعدِ الحداثة
( 645 | 5 | 1 )
أحفادُ المتاريس
( 633 | 0 | 0 )
تجاعيد
( 624 | 0 | 1 )
نزوح
( 584 | 0 | 0 )
قُدّاسٌ لأجل ّ"جورج فلويد"
( 536 | 0 | 0 )
نخبٌ لتمثال أبراهام لِينكون
( 531 | 0 | 1 )
يرقات
( 512 | 0 | 1 )
مخطوطة
( 402 | 0 | 0 )
حقيبة جلد لمارغاريتا
( 346 | 0 | 0 )
إلى الملاك الإكوادوري Leo Rojas
( 324 | 0 | 0 )
وتبارك ظهر الأوطان
( 212 | 0 | 0 )
باقة أزهار نووية
( 204 | 0 | 0 )
مشهد من بيروت
( 165 | 0 | 0 )
الحفيد
( 163 | 0 | 0 )
إطلالة مبحوحة
( 159 | 0 | 0 )
إلى شقيقي إبراهيم
( 156 | 5 | 0 )
راديسون بلو
( 138 | 0 | 0 )
صلاةٌ لأجل البلاد وعليها
( 136 | 0 | 0 )
في أعالي مِتْشِجان
( 134 | 0 | 1 )
باكو
( 134 | 0 | 0 )
أتبرّك بأقدامهن
( 132 | 0 | 0 )
حرية
( 132 | 0 | 0 )
يوم الجمعة: عير الجدّات
( 126 | 0 | 0 )
مدينة (جدة القديمة)
( 125 | 0 | 0 )
المصعد
( 121 | 0 | 0 )
جذور
( 121 | 0 | 0 )
إيفانا
( 114 | 0 | 0 )
زهرةٌ بريّة
( 113 | 0 | 0 )
الناس في أديس أببا
( 112 | 0 | 0 )
النيل الأزرق: (أرجوحة الدم العالية)
( 111 | 0 | 0 )
نافورة
( 102 | 0 | 0 )