الوصايا - عبد النبي التلاوي | القصيدة.كوم

شاعرق سوريٌّ (1954-) أو بالأحرى حارةُ شعرٍ سوريّة.


1644 | 0 | 0 | 0




من يفتحُ الآنَ القصيدةَ
كي تطيرَ رسائلي محروقةَ الكلمات
نحوَ الانتظارْ
لم أسقِ نرجسةَ الغيابِ
لتصبحَ الذكرى فراشات احتضارْ
لم أمشِ نحوَ الليلِ متحداً بضوء القلبِ
كي يلدَ النهارْ
ريحاً... ومزماراً... ونارْ
قلت للصفصافِ خذني
نحو نهرٍ سالَ حتى صارَ دمعةَ عاشقين
وسالَ حتى لمَّ شاطئَهُ وسارْ
لم ينبس الصفصافَ
لكن الغيومَ هي الغيومْ
وأنا أفتشُ فيَّ عن ولد
كواهُ الحبُّ حتى صارَ أسئلةً وصارْ
شمساً تميل إلى غروبٍ
يائسٍ خلفَ البحارْ
وأنا أفتشُّ فيَّ عن طيرٍ
رأى أنثاهُ تتبعه فطارْ
في برزخِ الرؤيا
ونامَ على الحجارْ
من يفتحُ الذكرى لأبحثَ عن أبٍ
قالت له أنثاه: لا تذهبْ طويلاً
فارتدى عتمَ النهارْ
كم غابَ حتى صارَ أجوبةً وعادْ
يمشي على جمرٍ ويصرخُ في البلادْ
وأبي يرى ما لا أرى
ويرى البنفسج في الرمادْ
ويرى انتحابَ الليلِ في شجرِ الأغاني
ويرى نساءً بين أقلامي وشوكاً في لساني
كم صارتْ امرأةً فتاتي
بين درّاقِ الحنينِ وبينَ حمى ذكرياتي
كنا اختلفنا مرتينِ ولم أجدْ
في الحبِّ نخلاً أعتليه
لكي أغني أغنياتي
كنا افترقنا مرتينِ

ومرةً كان البكاءُ طريقَنا نحوَ الصلاةِ
هل صارتْ امرأةٌ فتاتي
كي تدثرني بأشعاري
وتبحثَ في رفاقي
عن شاعرٍ نسيَ الكلامَ
ولم يجدْ وطناً وإمرأةً
وتبحث في القصائدِ عن شتاتي
لو كانَ لي وطنٌ لودعتُ القصيدةَ
أو صعدتُ تلالَها
وقذفتُ قلبي من نوافذِها
وألقيتُ السلامَ على الترابْ
لو كان لي امرأةٌ من الريحان والدفلى
لأمسكت الغيابْ
بيدين من حبرٍ ومن خمرٍ وعمرتُ الخرابْ
وأرى أبي
بيدينِ راعشتين يحنو فوقَ كتفيَّ
يا بنيَّ.. كفاك تبحثُ في الصحارى عن سرابْ
وأبي يرى ما لا أرى
ويرى البنفسجَ لا يموتْ
يا حبُّ كم بعثرتني فوقَ الرصيفِ وخلفَ أبوابِ البيوتْ
واصطدتَ قلبي في شباكِ الأمنياتِ
وفي خيوطِ العنكبوتْ
لو كان لي امرأةً من الدرّاق أتبعُها
وتركضُ خلفَها روحي
رأيتُ الماءَ في كفِّي أقماراً
وأزهاراً بكفيها
وعصفورين بينهما عناقُ
ولأنَّ لي امرأةٌ
رمتني خلفَ أشواكِ القصيدةِ واستراحت
من عذابِ الحبِّ في ناي الحنينِ
وشهوةِ التفاحِ قبل الضوءِ
يشعلها الأريجْ
لم أنتبه للّيل في العينين يهمس بي
تعالَ ولا أطيع
للبحر يبحث فيَّ عن أمواجِهِ الكادتْ تضيعْ
لأبي يلقنّني وصيَّتَهُ الأخيرة
ثم يصعدُ كالمَلَكْ
إنْ تَشْتَهِ امرأةً تحبُّكَ
فاقتربْ منها ولا تدع القصيدةَ تأكلكْ
لا تَشتَهِ امرأةٌ إذا واعدتها
نسيتكَ في مرآتها
حتى تقولَ لطيفها ما أجملكْ
وارحلْ إلى امرأةٍ تمدُّ بحارَها كي تحملكْ
وابحثْ عن امرأةٍ تُعِدُّ حنانَها كي تقتلكْ
واذهبْ إلى امرأةٍ إذا رأتِ القصيدة في يديكَ
حمامةً أو شوكةً
قدَّتْ قميصكَ كي تخبئَ وجهها في صدرِك العاري
وقالتْ: هيتَ لكْ








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)