على بساط الحزانى
شعر: أشرف قاسم
________________

بأي ذنب أنا يا ليل أعترف؟
مذ أسكتوا الناي كيف اللحن ينعزف؟

عشرون ألف احتمال أن يظل دمي
رهن الخسارات _ضليلا_ لمن نزفوا

لا شيء في بردتي، يا منتهى غربتي
إلا صقيع اليتامى حينما ارتجفوا

لا الليل يحنو عليهم في مفاوزهم
ولا نهار على أعتابه وقفوا

في جب أوجاعهم ما شاف واردهم
إلا أساهم، ودلو الحزن يغترف!!

يا صحبة الليل ربيون، في دمنا
نور من الله، سر العشق ينكشف

نمضي على مرجل من نار دهشتنا
فوق الصراط الذي لله ينعطف

مذ أسكتوا الناي، غنى الناي في دمنا
"يا برزخ الحور.. ثوب النور نلتحف"

من نور مشكاتنا قد ضوأت مدن
يكسو رباها الندى والعز والشرف

يا كعبة الروح لبيناك، كيف لنا
أن نسكت الوجد؟ إن القلب ينخطف

على بساط الحزانى وردنا وطن
يضم أرواحنا، في ساحه نقف

يا ليل .. يا عين، أشعلنا مجامرنا
بكل قلب بجذب النور يعترف

في حضرة الطهر قديسون، قد لبسوا
من خلعة الآه أسمالا بها عرفوا

قد أحرقوا من بخور القلب أودية
ضاءت بها في منافي عمرهم غرف

الله .. الله .. شق النور ظلمتهم
قد أبصروا الله في الظلماء فاعتكفوا