درويشة البحر - أشرف قاسم | القصيدة.كوم

شاعر مصري صدر له العديد من المجموعات الشعرية (1971-)


111 | 0 | 0 | 0



درويشةُ البحر

شعر: أشرف قاسم * مصر
"إلى الشَّاعرة نجلاء خليل"
__________________

يُصاحبُها الطَّيرُ،
والبحرُ
تجلسُ فوقَ الصُّخُورِ..
لتكتُبَ مِنْ وشوشاتِ الصَّدفْ!

يُعلِّمُها الطَّيرُ كيفَ تُغنِّي،
وكيفَ تُسافرُ عبرَ الأماني..
وترحلُ
تتركُ فوقَ الصُّخُورِ خُطاها..
رسائلَ عشقٍ تضلُّ؛
ولا تهتدي للهدفْ!

كأنَّا إذا ما عشقنا نتوهُ،
ولا نتبيَّنُ خيطَ الصَّباحِ
ونخلطُ ما بينَ حُزنِ الحياةِ
ووجدَ الشَّغفْ!

***
سيكتبُها العشقُ نصًّا حزينًا،
ويرسمُها الوجدُ وجهًا سجينًا،
وتتركُها الأمنياتُ العِذابُ..
على شاطئٍ مُهملِ!

لتصرخَ في الزَّمنِ المُتسرِّبِ..
مِنْ بينِ هذي الأصابعِ كالماءِ:
مهلًا..
فما زالَ في العُمرِ مُتَّسعٌ للأماني،
وما زالَ في القلبِ مُتَّسعٌ..
للأملِ المُقبلِ!

وما زلتُ قادرةً أنْ أغنِّي..
فقلبيَ مُمتلئٌ بالكلامِ،
وشعريَ مُمتلئٌ بالحكايا
وزهرُ الحديقةِ لمْ يذبُلِ!

***
يُغنِّي الصَّباحُ على الشُّرفةِ..
المُستحمَّةِ في الضَّوءِ؛
يُطلقُ سيلَ النَّوارسِ
يحملُهُ البحرُ..
نحوَ الشَّفقْ!

تذوبُ النَّوارسُ في زُرقةِ البحرِ
تنثرُ درويشةُ البحرِ حنطتَها..
للنَّوارسِ؛
تُطعمُها زقزقاتِ القلقْ!

كيفَ يا سيِّدي البحرُ تتركُها
في المساءِ الأخيرِ..
على الصَّخرةِ اللَّيلكيَّةِ
يغسلُها اليودُ
والنَّسماتُ الرَّقيقةُ تحملُها..
صوبَ قلبٍ وفيٍّ لكي يحتويها
فهلْ يحتويها؟
وهلْ تحتويهِ الأغاني الَّتي تستبيها؟
ليشعرَ أنَّ الزَّمانَ استدارَ بوجهٍ بشوشٍ،
ومِنْ أسْرِ قُبحِ اللَّيالي..
انعتَقْ!

***
تمُرُّ اللَّيالي الطُّوالُ
وتبقى لنافذةِ القلبِ
والرُّوحُ رحلةْ!

تمرُّ النَّوارسُ؛ تتركُ قبلاتِها..
فوقَ صحنِ الخُدودِ،
وتبقى على وترِ الرُّوحِ..
قُبلةْ!

بها نستعيدُ الزَّمانَ الجميلَ؛
بها نرسمُ العُمرَ سوسنةً..
دوحةً نستظلُّ بها مِنْ عراءِ الحكايا
لنُكملَ رغمَ الزَّمانِ المُعاندِ رحلتَنا..
نحوَ قُدسِ الجمالِ،
ونرسُمَها ليلةً بعدَ ليلةْ!






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)