سيرةٌ ذاتيةٌ للرَغيفْ - وسام العاني | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب ومهندس عراقي (1975-)


148 | 0 | 0 | 0





نِصفُ رَغيفٍ
وفَتىً
يتَفلَّتُ من جُبِّ العمرِ
ليفتحَ شُباكَ صِبايْ

يتَلعثمُ بالحبِّ الأولِ
تُشعلهُ بنتُ الجيرانِ بضحكتِها
يتَراءى بقميصي الشاحبِ
في المرآةِ
ويُبصرُ في أقصى العمرِ اليابسِ
أشجارَ مواعيدٍ
تقطُرُ من كفِّ رُؤايْ

نِصفُ رَغيفٍ
وبَقيةُ دمعٍ مُبتَلٍ بالصبرِ
تُلَمْلمُهُ أُمي
من غصنِ الوقتِ الذابلِ
تسكبُهُ في قدَحِ الشايْ

نِصفُ رَغيفٍ
وأبٌ
مزروعٌ فوق رصيفِ الفاقَةِ
كالسدرةِ
تجلدُهُ شهواتُ الريحِ
ويصمدُ
كي يُسكتَ حَنجرةَ الجوعِ
وتَنمو ببلادِ القَحطِ خُطايْ

نِصفُ رَغيفٍ
يَكفي لأكونَ سَعيداً
ببلادِ النفطِ
لأكبرَ كي أصبحَ جندياً
أتنفسُ رجسَ الحربِ على الطُرقاتِ
وأنثرُ فوق الوردِ اليابسِ
في شرفةِ بنتِ الجيرانِ
دِمايْ

نِصفُ رَغيفٍ
يَكفي كي يقفَ الشِعرُ
على السِكّينِ
بلا وجلٍ
ويصيحَ بوجهِ الحربِ: كَفى
لمْ يبقَ بهذا الوطنِ/الجرحِ سِوايْ

نِصفُ رَغيفٍ
نِصفُ قَصيدةْ
تَكفي لأَكونَ طَريداً في المَنفى
وكلابُ القصرِ تُلاحقني
وتدوسُ على قَبرِ أَبي
فأصيحُ وما مِنْ يسمعُني
وكأن الأيامَ ثقوبٌ
تتَوالى .. والغربةَ نايْ

نِصفُ رَغيفٍ
نِصفُ بلادٍ
تكفيني لأَدُسَّ رُفاتي
والنصفُ الآخرُ تحضُنهُ
في القبرِ يَدايْ



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: