سيرةٌ ذاتية - وسام العاني | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب ومهندس عراقي (1975-)


212 | 0 | 0 | 0





يَمشي وأرضُ الخوفِ تشربُ ظلَّهُ
وقصائدٌ تَتْرى تحاولُ قَتلَهُ

الشاعرُ المنسيُّ خلفَ نبوءةٍ
مازالَ يفقدُ في القصيدةِ رُسْلَهُ

خَرْسى على بحرِ الكلامِ حروفُهُ
وعصاهُ خائفةٌ تواصلُ خذلَهُ

ما عُلّمَ الأسماءَ حين خروجهِ
فاخْتارَ أن يمشي لِيُدركَ أصلَهُ

مُتبعثرٌ مذْ ضيَّعتْهُ بلادُهُ
ومُطاردٌ كالغيمِ يجهلُ فصلَهُ

عبثاً تُلَمْلِمُهُ المواسمُ بينما
شجنٌ بأغنيةٍ يشتّتُ شملَهُ

كالنجمِ في سجنِ النهارِ وكلما
ضاقتْ به الدنيا تذكرَ ليلَهُ

وعلى نصالِ الحزنِ في أوراقهِ
قلمُ الحنينِ اْعتادَ يكسرُ نصلَهُ

مُتصوفٌ والزهدُ يحطبُ قلبَهُ
ناياً من الصلواتِ يغسلُ زلّهُ

لما اسْتراحَ على ترابِ نقائهِ
نسِيَتْ ثعابينُ الغوايةِ شكلَهُ

في حُلمهِ وقفَ السحابُ مُبللاً
فأعارَهُ قلباً يجفّفُ بلّهُ

وإِذا أضاعَ سماءَهُ في غربةٍ
ولّاهُ شطرَ (طُفولةٍ) لِيَدُلّهُ

للعشقِ في عينيهِ ليلُ مدينةٍ
وحياءُ ريفٍ راحَ يرسمُ كحلَهُ

أُنثاهُ نائيةٌ يُلمْلمُ شَعرَها
لِيَصُبّ في كأسِ القصيدةِ ليلَهُ

مذْ أوغلَتْ عطراً ببالِ قميصهِ
لم يجرُء النسيانُ يوماً غسلَهُ

أحلامُهُ طفلٌ ينامُ بصدرهِ
يمضي وتصطخبُ الحوادثُ حولَهُ

مَحمومةً تُلقي عليهِ ظلالَها
ويكادُ ينسى في النهايةِ طفلَهُ

يمضي به زمنُ الفجيعةِ، والأسى
لِقوادمِ الطعناتِ يفخُرُ كهلَهُ

هرِمتْ يداهُ وظلّ يزرعُ حرفَهُ
مُتوسِماً بين الدفاترِ نخلَهُ

فَتُفاجئُ الأيامُ موسمَهُ على
حينٍ من الخيباتِ تجرفُ حقلَهُ

والحربُ ترقبُهُ تُراودُ طينَهُ
فلعلّها همّتْ بهِ ولعلّهُ

قدّتْ قميصَ أمانِهِ، أوجاعُها
بصلافةِ السكّينِ تذبحُ حبلَهُ

لم يبْقَ من زمنِ الورودِ فراشةٌ
تأتي من المعنى تغازلُ فُلّهُ

ظلّ الغيابُ يحومُ حولَ بياضهِ
واجْتاحَ نرجسَ حُلمهِ واحْتلّهُ

وأَلحَّ في سكبِ البحارِ بِعُمرهِ
لِيَصيرَ ميناءً غريباً مثلَهُ

وكَشاطىءٍ كَرِهَ الخضوعَ لموجةٍ
فمَضى لِيكْشفَ للعواصفِ رملَهُ

فإذا نَفَتْهُ الريحُ عادَ لأصلِهِ
نهراً يخفّفُ، حيثُ ينزفُ، حملَهُ

يمشي إلى بابِ النهايةِ مُفرداً
لكنّهُ يَنسى يودّعُ ظلّهُ



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: