لولا الحنين - وسام دراز | القصيدة.كوم

شاعر مصري يعيش في قرية بسيطة (اسمُها ميت حبيب) بمحافظة الغربية وينتمي إلى أسرة تحب الشعر والفن (1995-)


182 | 0 | 0 | 0





فيما يُحاولُ ألَّا يَستجير َسُدَى
بقلبِهِ، غادرَ الأحبابَ وابتعدَا

مضَى يُطوحُ مثلَ النردِ خطوتَهُ
ويَرتجي الأرضَ ألّا تحجُبَ الأبدَا

كفَّاه من خلفِهِ مشبوكتانِ ومِن
عينيهِ مدَّ سحابٌ للسحابِ يدَا

تراهُ تَحسبُهُ انسالتْ ملامحُهُ
على السماءِ كمَنْ في غَيمةٍ سَجدا

مَشَى، وخَلَّفَ كُلَّ الناسِ مُرتدِيًا
كَفَّ الطبيعةِ؛ كَيـ ْـلا يَرتَدِي أَحَدَا

‏على الضبابِ الذي كالبحرِ لاحَ لَهُ
أرخَى العيونَ لكيْ يصطادَ أيَّ مَدَى

والذكرياتُ مساميرٌ بنظرتهِ
مُعلَّقُ فوقَها الماضي بمَا حشَدا

لم يَقترِفْ أيَّ شيءٍ، إنه ولدٌ
كغَيرِهِ ارتجلَ الدُّنيا التي سَرَدا

لا شيءَ في المُمكناتِ الآن يمنعُهُ
مِن أنْ يُبعثِرَ في النِّسيانِ ذا الولَدَا

مُهاجِرٌ عن حياةِ لم يحُطَّ بِها
بقَصدِهِ، وعنِ الإرثِ الذي عبَدَا

يَكادُ لوْلا حَنينٌ للَّتي سَكنتْ
بلادَه
أن يسُبَّ الأرضَ والبَلدَا

لكنَّها البنتُ ما زالتْ تُقابِلُهُ
في كُلِّ بَدرٍ بدتْ في عَينِهِ فبَدَا

لولا اسمُها في حَكايا سار ينثرُها
كالقمحِ ما صاحبَ الطيرَ الذي شَردَا

وما تَحمَّلَتِ الصحراءُ زفْرَتَهُ
لولا هَوًى صادقٌ في صدرِهِ رَكدَا

هَوًى إذا لم تسرْ بالمَرءِ خُطوتَهُ
سرَى بهِ سانِدًا إيَّاهُ مُستنِدا




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)