الحطَّاب

الوقت يمرُّ، ونحن بداخلهِ:
نحنُ المُتَنحُّونَ عَن السيرِ.. نسيرُ
ونشعرُ بالنَّصرِ
إذا الوقتُ مِن الوقتِ استاء
وخلّفنا نَقطعُه للبرِ الآخر منه.

نحن الحطّابون، نعيش كثيرا
ونموت كثيرا:
لا نهتمُّ إذا عِشنا
أن يحتفِيَ اليومِ بأنّا أنهيناهُ
ولا ننتظر إذا متنا
أن نُبعثَ في جسد مدهونٍ بالزيت،
ومكسو بالالماسِ وبالأيدي.

يَشغلُنا ما لا نَشغلُهُ
يَقتلُنا ما لا نملك أن نَقتلُهُ
ولأن الحزنَ غريبٌ عنا
وبعيدٌ كجريدٍ النخلِ
ونحن الحطابين _فضوليي الأرض_
صعدنا النخل وقطّعناه لنَفتِلَه

هذا الكرسي ابن النخلةِ
والباب ابن النخلةِ
والشباك ابن النخلة
والحطابُ ابن غَوايته؛
ولهذا صعدَ النخلة

وابتكر الكرسيَ/ الشباكَ/ البابَ/...
ابتكرَ يتامَى النخلِ
وعاشَ يغنى للحرية

ثار ليحمي بلدته وحبيبته
هتف طويلًا في ميدان محشوٍّ بالحطابين..
حارب في الصحراء،
وقاتل فوق الأسفلت
وصارع في عرض البحرِ جيوشًا ضاريةً.

عاد إلى بيت مهدوم من أثر الحرب
فقرر أن يبني بيتا خشبيا
صعد الحطابُ (الفنانُ) جميع النخل:
نَخلهْ
نَخلهْ..
عاد بكرسي/ بابٍ/ شباكٍ/...بيتٍ؛
لكِنْ...
فات الحطاب ا(لإنسانَ) الأبلهْ
أن يرجع مِن فوق النخلة